إذا كانت الحرّية ضعيفة التسليح، فعلينا تسليحها بقوّة الإرادة!

الحرية أشكال وأنواع، منها: حرّية التخريب.. وحرّية الفوضى.. وحرّية الفساد والإفساد.. وحرّية قتل الناس بلا قوانين ولا ضوابط.. وحرّية الصراخ والعويل..!

فما الحرية المطلوبة، هنا؟ ومن يسلّحها بقوّة الإرادة؟ وكيف؟

إنها حرّية التفكير.. وحرّية طرح الرأي، الخالي من الشتم والتجريح..!

فأين هي؟ وكيف الحصول عليها؟ وكيف منع العبث بها، أو تشويهها؟

هنا، لابدّ من تدخّل قوى أخرى، لفرض الحرّية المطلوبة، منها:

قوّة الإرادة: قوّة الإرادة مطلوبة، أساساً، لكن ثمّة إرادات كثيرة قويّة، تفرض ما تريد! وبعضها رديء، يدعو إلى حرّيات رديئة، في: الفكر والسلوك والموقف، والتعامل مع الناس!

فهل هذا النوع من قوّة الإرادة مطلوب؟ الجواب، بكلّ بساطة: لا! وتسليح الحرّية بهذا النوع من الإرادة، يؤدّي إلى عكس المطلوب!

فما المطلوب؟

قوّة الوعي المصاحب للإرادة: الذي يجعل منها قيمة حقيقية، تفيد الناس عامّة، والمجتمع كلّه، لا تفيد السفهاء والأنذال والعجزة، والقتلة المجرمين!

فأين توجد قوّة الوعي هذه؟ ومن يملكها؟ ومن يعترف بأنه لا يملكها؟ وكم من الناس من يعرف من يملكها، فيلجأ إليه، ويطلب منه التدخّل، لتعزيز الحرّية النظيفة الإيجابية النافعة، ممّا يقتضي، بالضرورة، محاربة الحرية الفاسدة المفسدة، وأصحابها ودعاتها، والمروّجين لها، والمصفّقين والهاتفين..؟

تلك هي المسألة! وهنا، يحتاج الأمر إلى العقلاء، للتفكير بما يجب فعله، وما يجب تجنّبه، وما تجب محاربته!

يبقى سؤال أخير: من هم العقلاء في كلّ مجتمع، وكلٌّ يدّعي أنه عاقل، أو عقلاني؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين