اللهم حبًّا واتباعًا

كان جبريل ينزل بالوحي من فوق سبع سماوات، ويلقيه في روع النبي صلى الله عليه وسلم، فيتفصد جبينه عرقًا في اليوم الشاتي، وتبرك ناقته من ثقل الوحي إن كان راكبها.

فكم لقي من شدة بأبي هو وأمي في سبيل تبليغنا البينات والهدى!

ثم أخذ هذا العلم أصحابه الكرام الأماجد، وبثوه في الناس غضًّا كما تلقوه، وتوارثه العدول الثقات كابرًا عن كابر؛ يحفظونه ويبلغونه وينشرونه ويعلِّمونه ويعملون به.

رحل العلماء مئات الأميال وآلافها لجمع سنته، وبذلوا في سبيلها الغالي والنفيس.

فكم تعبوا ونصبوا في جمعها لإيصالها إلينا!

حتى إذا وصلت إلينا مدونة محفوظة، نجد ما نريد منها بمحركات بحث إلكترونية، استدبرناها وتركنا إحياءها، واجترأنا على ما يهول إتيانه من قول أو فعل انحيازًا إلى ما وجدنا عليه الآباء والأجداد.

إن للنبي صلى الله عليه وسلم سننًا في الفرح والحزن، والحياة والموت، والأعراس والجنائز، ولئن نسيت سنته في غمرة الأفراح والأعراس بغلبة الغفلة وأخذة الدنيا الغرَّارة فلا ينبغي أن تترك في الجنائز والنفس متعظة تعتبر بما تؤول إليه من سؤال وابتلاء وحساب وجزاء.

"إن المحب لمن يحب مطيع"، فاللهم ألهمنا حبك وحب نبيك إيمانًا واتباعًا لا دعوًى ولا ابتداعًا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين