القادة الذين يقودون إلى النصر

الالتزام بتعاليم الدين الحنيف، يؤدي إلى تولية القادة القادرين المراكز القيادية التي يستحقونها، وهؤلاء وحدهم يقودون إلى النصر.

أما القادة الذين لا علم لهم بالحرب، فلا يقودون إلا إلى الهزيمة.

ومن دراسة مزايا القادة القادرين، يتبيّن لنا، أن القائد حقاً، ينبغي أن يتمتع بثلاث مزايا أصلية: الطبع الموهوب أولاً، والعلم المكتسب ثانياً، والتجربة العملية ثالثاً وأخيراً.

أما الطبع الموهوب، فهبة من الله عز وجل، يهبها لمن يشاء من عباده، فليس لأحد أن يُحمّل المرء ما لا يطيق.

وقد كان للخلفاء الأولين أولاد وإخوة وأعمام وأقرباء، فما ولّوا جميع ذويهم مناصب القيادة العسكرية، بل ولوا ذوي الطبع الموهوب منهم فحسب، وولوا الآخرين مناصب إدارية أو مناصب أخرى تناسب طبعهم الذي فطرهم الله عليه، لأن القائد الذي لا يتمتع بالطبع الموهوب يقود إلى الكوارث والنكبات.

أما العلم المكتسب نظرياً أو عملياً، فضروري للغاية وبخاصة في الحروب الحديثة، لأن العلوم العسكرية أصبحت كثيرة جداً ومتشبعة ومعقّدة، وتحتاج إلى ذكاء ودأب وتفرّغ.

والقائد العالم هو الذي يهيّء المناخ المناسب لإحراز النصر، أما القائد الجاهل فوجوده من مصلحة العدو ما في ذلك أدنى شك.

أما التجربة العملية، فتُضفي على الطبع الموهوب صقلاً، وتجعله أكثر لمعاناً، وتضع العلم المكتسب في محكّ التجربة العملية، وتكلل الطبع الموهوب والعلم المكتسب بأكاليل النصر.

أما العامل الثالث الذي يرفع المعنويات، فهو النصر، فالجيش المنتصر ترتفع معنوياته طوعياً، كما أن الهزيمة تؤدي إلى انهيار المعنويات.

[من كتاب: غزوة بدر الكبرى الحاسمة. تأليف: اللواء الركن محمود شيت خطاب]

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين