كتاب

أفصح الإمام الغزالي بنفسه عن نيته في إفراد هذا الموضوع بكتاب بهذا الاسم في كتاب شرح عجائب القلب من ربع المهلكات فقال: "وسنذكر جملة من مكايد الشيطان في (كتاب الغرور) في آخر هذا الربع، ولعلنا إن أمهل الزمان صنفنا فيه كتاباً على الخصوص نسميه: "تلبيس إبليس"، فإنه قد انتشر الآن تلبيسه في البلاد والعباد؛ لا سيما في المذاهب والاعتقادات، حتى لم يبق من الخيرات إلا رسمها، كل ذلك إذعاناً لتلبيسات الشيطان ومكايده".

وقال تلميذه القاضي أبوبكر ابن العربي في "قانون التأويل" ص632: قد قال لي شيخنا الطوسي: إن أُمهلت فسأفرد كتاباً "لتلبيس إبليس".

وقد اقتبس ابن الجوزي فكرة الكتاب واسمه منه، وكذا كثيراً من أفكاره، وأضاف إضافات مهمات، مع صنعة التأليف والترتيب.

وقد أكثر الإمام ابن الجوزي في كتابه "تلبيس إبليس"، من نقد صوفية زمانه ومن قبل زمانه أيضاً، حتى صار عمدة لكارهي التصوف وملغيه جملة، وأكثر فيه من التعرض للإمام الغزالي بالاسم، مع أنه أخذ عنوان الكتاب وفكرته منه، ثم احتاج إلى اختصار الإحياء، وهو الذي اختصره المقدسي في مختصر منهاج القاصدين.

ففكرة التأليف في تلبيس إبليس وبهذا الاسم كانت عند الإمام الغزالي، وقد تعرض لها في كتابه " الإحياء" وفي عدد من كتبه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين