السلطة بين الصراع عليها والتمسّك بها والزُهد فيها!

(أ)

الصراع على السلطة :

أشكال الصراع :

عنيف دامٍ : يُستخدم فيه السلاح ، بين المتصارعين ، من أبناء البلد الواحد ! وهو ماحصل ، في التاريخ القديم والحديث ، ويحصل في الواقع الراهن ، في عدد كبير، من الدول ، في العالم ، ومنها : عدد من الدول العربية والإسلامية !

سِلميّ هادئ : وهو الصراع ، الذي ينشب ، في عدد كبير، من الدول ، التي تسود فيها ، النظم الديموقراطية ، في أوروبّا وأمريكا ، ودول مختلفة ، غيرها ، من العالم ، في آسيا وإفريقيا ، وسواها !

(ب)

التمسّك بالسلطة : حبّ السلطة ، نزعة فطرية ، أو شبه فطرية ! والتمسّك بها ، ظاهرة طبيعية ، في المجتمعات البشرية ، عامّة ، في سائر العصور، وسائر المجتمعات الإنسانية ! وأسباب التمسّك بالسلطة ، كثيرة متنوّعة ، نذكر عدداً ، من أهمّها :

أسباب شخصية : قد يتمسّك المرء ، بسلطة ، يرى نفسه ، أحقّ بها ، وأولى بها ، من غيره ! ويدافع عنها ، بقوّة ، ويحشد لها ، مايستطيع ، من قوى ، للاحتفاظ بها ؛ ولو أدّى ذلك ، إلى تعريض نفسه ، ومَن يلوذ به ، للخطر! وقد يتعرّض المجتمع ، كلّه ، للخطر، في صراع دامٍ ، يحرق الأخضر واليابس، في الدولة والمجتمع !

أسباب أُسَرية : قد ترى أسرة ما ، نفسَها ، أحقّ بالسلطة ، من غيرها ، لأسباب معيّنة ، منها : وراثة السلطة ، ومنها الأهلية لها ، والحفاظ عليها !

وقد تكون السلطة بسيطة ، في درجة متدّنية ، من التسلسل الهرمي للسلطات ، كسلطة المختار، أو العُمدة ، أو نحوها ؛ إذ تسعى بعض الأسر النافذه ، في قرية أومنطقة ، إلى انتزاع سلطة المختار، أو العمدة ، فتدافع الأسرة الممسكة بالسطة ، عن سلطتها !

أسباب قبَلية : وما ينسحب على الأسرة ، قد ينسحب على القبيلة ، في الدفاع عن السلطة ، ويكون الصراع قبَلياً !

أسباب حزبية : وقد يكون التمسّك بالسلطة ، من قبل حزب ، يمسك بها ، ويدافع عنها ، في مواجهة أحزاب ، تنافسه عليها ؛ فيكون الصراع سلمياً ، في الدول ، التي تحرص مجتمعاتها ، على السلم ، في تداول السلطة ، وقد يكون الصراع عنيفاً ، أحياناً !

أسباب وطنية : وقد تكون أسباب الصراع وطنية ؛ كأن يرى فريق ، من المجتمع، ضرورة انتزاع السلطة، من الحكّام الممسكين بها ، فيتمسّك هؤلاء الحكّام ، بسلطتهم ؛ من منطلق وطني ، لتصوّرهم ، أنهم أقدر، على المحافظة ، على البلاد وأمنها ، من الخطر الداخلي ، أو الخارجي .. وأقدر، على تنمية الدولة ، اقتصادياً ، وعلمياً ، وعمرانياً ، ونحو ذلك !

أسباب فكرية عقدية ( إيديولوجية) : وقد تكون أسباب التمسّك بالسلطة ، عَقَدية ، فكرية ، نابعة من فكر: قومي ، أو ديني ، أو عرقي ، أو طائفي .. أو نحو ذلك !

أسباب عُصبوية : وقد تكون الأسباب عُصبَوية ؛ كأن تهيمن ، على الحكم ، عُصبة ، تتمسّك بصاحب السلطة ، لتحفظ سلطتها ، من خلاله ، وتفرض عليه ، البقاء في الحكم ، حتى لو رغب بتركه ؛ وذلك ، كي تحافظ ، هي ، على مكاسبها ، في الحكم !

(ج)

الزهد بالسلطة : ظاهرة نادرة ، وقد حدثت في التاريخ ، عبر عصور متعدّدة ، نذكر منها ، بعض الحالات : القديمة ، والحديثة !

في القديم : الحسنُ بن عليّ بن أبي طالب ، كان خليفة مبايعاً ، من قبل كثير من المسلمين، وتنازل عن الخلافة، لمعاوية بن أيي سفيان ؛ لحقن دماء المسلمين! فسُمّي ذلك العام :عام الجماعة! وهو عام خير وبركة ، في تاريخ المسلمين !

في الحديث : المشيرعبد الرحمن سوار الذهب ، قام بانقلاب عسكري ، في السودان ، ضدّ حكم ديكتاتوري ، وسلّم السلطة للمدنيين ، بطوعه واختياره ، وتفرّغ للعمل الاجتماعي ، في ظروف ، يتكالب فيها، على السلطة، كلّ مَن هبّ ودبّ ، مِن ذوي الرتب العسكرية العليا !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين