التحذير من الأخطاء، في العمل العامّ، لا يعني التنفير من العمل، ذاته!

التحذير من الأخطاء ، في العمل العامّ ، ضمن التجمّعات البشرية ، لا يعني التنفير ، من العيش ، ضمن هذه التجمّعات ، والعمل في إطارها! فلا بدّ، للفرد البشري السوي ، من أن يعيش ، في تجمّع بشري ، شاء أم أبى! عدا المتمرّدين ، الذين يؤثرون العيش ، في الصحارى ، أو في الغابات ، مع الوحوش.. وهؤلاء حالات نادرة، شاذّة !

فالفرد البشري عضو، في : أسرة ، أو قبيلة ، أو حزب ، أو ناد ، أو نقابة ، أومدرسة ، أو شركة .. أو نحو ذلك ! وكلّ فرد ، في أيّ تجمّع بشري ، يستفيد ، إيجابياً ، من التجمّع ، ويتأثّر، سلبياً ، بأخطائه ! وكثرة العقلاء ، في التجمّع ، تقلّل ، من أخطاء العمل فيه ، كما أن كثرة التناصح ، تقلّل من الأخطاء ، كذلك ! أمّا قلّة الحكماء ، وقلّة التناصح ، فتؤدّيان ، إلى ما يتوقّعه العقلاء ، من فساد التجمّع ، أو انهياره !

وإذا كان الخطأ ، من طبيعة الإنسان ، كما ورد ، في الحديث النبوي : ( كلّ ابن آدمَ خطّاء، وخيرُ الخطّائين التوّابون ) ، فإن التنبيه على الخطأ ، والتحذير منه ، والنصح باجتنابه .. من ضرورات الحياة السليمة ، في المجتمعات البشرية ، عامّة ! وممّا عابه القرآن الكريم ، على بني إسرائيل ، أنهم ( كانوا لا يتناهَون عن منكر فعلوه ..).

كما أن الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، من السمات البارزة ، في كلّ مجتمع إسلامي رشيد ! وإذا خلا المجتمع المسلم ، منهما ، فهو معرّض للعقاب ، من الله عزّ وجلّ ؛ فقد جاء في الحديث الشريف :

والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ .

وسبحان القائل :

والعصر* إنّ الإنسانَ لفي خسر* إلاّ الذين آمنوا وعملوالصالحات وتواصَوا بالحقّ وتواصَوا بالصبر.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين