هل السياسةُ تَقتل المُروءةَ ، أو تُضعفها !؟

المروءة الحقّة : لاتقتلها أيّة سياسة ، أو تضعفها ! فالمروءة هي خلق نبيل ، وهي ، عند صاحبها ، فوق الساسة والسياسة !

والسياسة : عمل عامّ ، يمارسه السياسي ، لتحقيق مصلحة عامّة ، لبلاده ، أو لحزبه ! وهي، عند السياسي ، مهنة ، أو وظيفة ، أو عمل مؤقّت ! وفي سائر أحوالها الصحيحة ، لاتقتل المروءة ، ولا تضعفها !

بعض الساسة الضعاف - مروءةً وسياسةً - يوظّفون بعض المروءات ، التي يصنعونها ، في خدمة بعض السياسات !

وبعض الساسة الأقوياء - في مروءاتهم وسياساتهم- يوظّفون السياسة ، في بعض الأحيان، في خدمة بعض مروءاتهم ، التي يرونها ، أهمّ من أي عمل سياسي ! لأن المروءة ، في تعريفها ، هي جماع خلال الخير، والأخلاق الكريمة !

السياسة : ضرورية ، ومستلزماتها ، من المعرفة ضرورية !

والمروءة الشخصية : ضرورية ، ومستلزماتها ، من الأخلاق ، ضرورية ! والمشكلة ، هنا، تكمن في أمرين :

الأول : ضعف الوعي ، الذي يمكّن صاحبه ، من التفرقة ، بين مايجب ، وما لايجب .. وبين مايجوز، ومالا يجوز.. وبين ماتحتاجه السياسة ، ومالا تحتاجه .. وبين ماينفعها ، وما يؤذيها !

الثاني : ضعف الخلق ، الذي يدفع صاحبه ، إلى تجاوز مايلزم ، إلى مالايلزم ، بصورة عامدة ، أو دون مبالاة : بأثر التجاوز، فيما حوله ، وفيمن حوله ! وهنا ، يمكن القول ، ببساطة : إنّه ، كلما كانت اللبنات ، المكوّنة لمجتمع ما - سياسيّ ، أو غير سياسيّ – صلبة، في وعيها وخلقها .. كان المجتمع : أكثر قوّة وتماسكاً ، وأجدرَ، بتحقيق أهدافه .. والعكس بالعكس ! فالسياسية ، ذاتها ، لاتضعف المروءة ، إنّما يُضعفها ، أويُسقطها ، ضعف الوعي، وضعف الخلق !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين