وراء الجامع


الأستاذ عبد الله زنجير

تشرفت بالحديث عن مسجد ابن عبد الملك ( الجامع الكبير ) قبل أن يتمادى عليه نيرون قرداحة في 13 / 10 / 2012 م ، لكن السيرة تأخذني ثانية إلى الجهات الأربع للبقعة التاريخية ، إلى أول الوعي و أنا أسمع من أمي - أدامها الله - عن السوق الأوسع و المكان الأسرع و الأكثر تنوعا ، عن .. وراء الجامع
خان الحرير و الوزير و سوق النسوان و متحف التقاليد الشعبية - كم لفتتني فيه ملابس الجندي الأيوبي - و طلعة القلعة و بوابة السويقة و محلات الحاج محمد باذنجكي - شاه بندر الصدق و الكرم - و ناشد إخوان الدروبس الشهير و مصنع مشروبات ببل اب جوار مصلحة المياه - اول مرة صعدت فيها المصعد مع ابي - و بيت المتنبي الشاعر و روائع صندوق الدنيا ، تجعلك تستلهم المراد و تسترد الحكمة و الحلم ، هذا الحلم النزاف اليوم بأطهر الدم و أطيب المداد . الشهيد المهندس الدكتور مروان جرادة و الشهيد باسل وفائي و الشهيد باسل ياسين و الشهيد يوسف هنداوي ، هم بعض شرفنا المنتفض و نهضتنا المؤملة
 
وراء الجامع وسط حلب القديمة و الجديدة ، كان يسمى ( الشرفية ) و كان من عوائله السباعي ، و من لا يعرف كبيرها الأديب العالمي ( فاضل السباعي ) و زقاق الزهراوي شمالي الجامع ؟ أو لم يقرأ ( ثم أثمر الحزن ) ؟ أو لم يستحم مع العصافير بماء البركة ؟؟ سأوثق مع سمر الفيصل أن السباعي ولد عام 1929 م وليس كما قال حسام الخطيب بأن ولادته كانت في 1920 م ! أيضا من هنا عائلة الكيالي و أديبها سامي الكيالي 1927 - 1972 م ( أبو الريحان هو الأديب الساخر حسيب كيالي الذي كان يوقع بهذا اللقب في مجلة النذير الإخوانية في الثمانينيات ) آل رحماني و مفاوضات التسوية السرية مابين التيار الإسلامي ممثلا بالشيخ عبد الله ناصح علوان و مابين الطليعة المقاتلة ممثلة بالمحامي حسني عابو في بيت الحاج عبد الرحمن الرحماني - أوائل تشرين الثاني 1979 م - و التي أفسدها عامدا رفعت الأسد
الأسواق المقببة و الحرائق المتعمدة تؤشر للتركة الثقيلة ، لكن التغيير قادم ، قائم ، قاهر ، قادر

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين