هل انهزمت أمريكا في أفغانستان؟
بقلم: عمر عياصرة


إقالة الجنرال ستانلي ماكرستال قائد القوات الأميركية في أفغانستان، وما سبقها وما لحقها من اطّراد متسارع في الخسائر البشرية لقوات التحالف، يؤكدان وجود تغيّر استراتيجي واضح في اتجاهات نتائج العمليات الحربية التي تقوم بها القوات الأميركية منذ تسع سنوات في أفغانستان.
مأزق القوات الأميركية تعاظم بشكل ملحوظ بعد «معركة مرجة»، فقد أعلنت قوات التحالف قبل الهجوم، أنها عازمة على توجيه الضربة القاصمة لمقاتلي طالبان في منطقة مرجة ومن ثم تسليمها لحكومة كرزاي، وبكل الحزم الممكن جرت المعركة وسيطر الأميركان على المنطقة، لكن بمجرد انسحاب الأميركان من المنطقة عاد الطالبان لها ودشنوا سيطرتهم مرة أخرى، وكأن معركة لم تكن.


في أفغانستان الآن 160 ألف جندي جاؤوا من أميركا ومن دول أخرى في العالم، وهذا الرقم لم يفلح حتى الآن في النيل من قوة وعزيمة المقاومة الأفغانية، بل على العكس من ذلك، وبعد مرور تسع سنوات على الغزو الغربي لأفغانستان، ازدادت حركة طالبان قوة، بينما تعقّد الموقف الأميركي بطريقة لم يشهد الغزو السوفياتي له مثيلاً.


وتيرة المعركة الدائرة هناك، إن استمرت بالحفاظ على زخمها الحالي، واتجاهاتها المائلة نحو المقاومة، فسنكون بصدد هزيمة استراتيجية كبرى تلحق بالعالم الغربي وكولونياليته البشعة، فالحالة المعنوية لجنود التحالف باتت في الحضيض، وحكومة كرزاي العميلة تعاني من خوف يربك تفاعلاتها، أما  عناصر طالبان فهم في حالة زهو لم يعاينوها منذ بدء الاحتلال


الأمان

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين