موسوعة الفقه وعلّامة التفسير!

رحمك الله شيخنا الحبيب ، وطيّب ذكرك، ورفع عنده قدرك، وأخلف علينا خيرا

ماذا أعدّ من سجاياك وماذا أمدح من فضلك وماذا أذكر من محاسنك؟!

أأذكر جهودك؟ أم جهادك؟ أم اجتهادك؟!

تعجز الأقلام عن وصفك وتصمت الألسنة..

لكنني سأذكر حادثة كان لها عظيم التأثير في نفسي (ثم شاهدت من أمثالها الكثير)

ذلك اليوم الذي كان فيه الشيخ يمشي مع مجموعة من العلماء باتجاه اتحاد الكتاب العرب في المزة في دمشق، وكنتُ واقفا على الرصيف المقابل، وقفت أنظر لهيبة سنحته ولجمال محيّاه مبتسما.. رآني فما كان منه إلا أن اتجه نحوي مسلّما ومقبّلا ومعانقا!! 

والله من شدة ما سأل عن حالي كدتُ أظن أني أنا الشيخ وأنه هو التلميذ!!

أيّ نفس كان يملك ذلك الرجل.. بل ذلك الرجال.. بل ذلك الأمّة!

لا نقول إلا اللهم اؤجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها.. وأسكن روحه فردوسك.. أمين

 

ورحل الزحيلي:

مات الفقيه فلا علم ولا أدبُ=إلا ويندبُ في حزن وينتحبُ

شيخ الأصول مضى لله محتسبا=ترثيه في دارنا الأبحاث والكتبُ

فقهٌ وفكرٌ وتفسيرٌ وتربيةٌ=للعلم فهو أخٌ يحنو له وأبُ

قد كان بدرا منيرا للورى ألِقاً=العلم محرابه والدّرسُ والخُطبُ

تبكيه جامعةٌ للعلم ، مع مَجمَعٍ=للفقه، مع جامعٍ .. فالدّمع منسكبُ

مات الزّحيلي فيا مأساة أمّتنا=لما هوى نجمه فالبدر محتجبُ

ففقدُه ثلمةٌ في الدّين واسعةٌ=يا ربّ فاخلف بخيرٍ فضلَ من ذهبوا

وامنن بجنّات عدنٍ طاب مسكنها=حصباؤها لؤلؤٌ ، وأرضها ذهبُ

للشّيخ وهبة فضلاً منك خالقنا=منك العطا وإليك يُرفَع الطلبُ

مات الزّحيلي ولكن لستُ أفقده=فالذّكر متّصلٌ والنّور لا يخبو !