مع نبيين : هارون وموسى  عليهما السلام

 

قصة هارون وموسى عليهما السلام مع قومهما حين فتنهم السامري بالعجل الذهبي فبادروا بتأليهه وعبادته ..

وهي مثال للتعارض والترجيح والموازنة بين المصالح والمفاسد من اصناف مختلفة .

افتح أنت المصحف على سورة الأعراف الآيات 142 - 150 وسورة طه 92 - 94 

ماذا تجد ؟؟؟

وماذا تفهم ؟؟

تعال نتعاون في الدراسة والفهم .

 

انتكاسة وقعت في غياب موسى عليه السلام وأبطالها بنو إسرائيل فانخرط معظمهم في عبادة إلههم الذهبي الذي صنعه لهم السامري .

حاول هارون صدهم عن الردة والانتكاسة لكن فتنة السامري وبرقيها المادي جرف القوم ؟؟؟

ولم يبق مع هارون إلا القليل !!!

وهمّ هارون أن يدخل في قتال مع المرتدين مع من بقي معه من المؤمنين 

ولكنه فكر في العواقب ؟؟

فاختار ابقاءهم على حالهم إلى أن يعود موسى.

 

وجاء موسى عليه السلام 

غضب على قومه وغضب على أخيه هارون لفشله في تنبيهم مما صاروا إليه ؟؟؟

وأخذ برأس أخيه وأخذ بلحيته وتلاوما 

عليهما السلام.

 

ودافع هارون عن موقفه واجتهاده:

قال خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي في جمع الكلمة 

والمحافظة على وحدة الجماعة ومنع الاقتتال والانقسام بينها .

 

وجرى نقاش بين المفسرين هل اخطأ هارون أم أصاب في اجتهاده ؟؟؟؟

أم هل أخطأ موسى عليه السلام أو أصاب في تعنيفيه لأخيه ؟؟؟

وماذا كان على هارون أن يفعل ؟؟؟

فهناك مصالح متعددة تعارضت مصلحة العقيدة والدين من جهة 

ومصلحة الوحدة والألفة ومصلحة حقن الدماء ؟؟؟

 

هارون عليه السلام أختار أن يسكت وأن يبقي على هؤلاء الذين عبدوا العجل ؟؟

وآثر الهدنة والألفة والسلامة في انتظار عودة موسى صاحب القوة وصاحب الرسالة وصاحب الكلمة المسموعة .

 

موسى عليه السلام كانت له مآخذ شديدة على هذا التدبير الذي فرط في العقيدة 

وهادن عبدة العجل في ردتهم وضلالهم

 

بعض العلماء يقول الحق مع موسى عليه السلام أولا لأنه الرسول الموحى إليه 

وأن هارون إنما هو عون له 

وثانيا لأن التفريط والفساد وقع في العقيدة وفي الإنسان.

فمحافظة هارون على مصالح المال والأنفس والجماعة ووحدتها هذا كله مقابل التفريط والتساهل في العقيدة .

 

وقد قال بعض المفسرين والعلماء 

ليس هناك شئ صريح يرجح الصواب من الخطأ في هذه النازلة لأن الله سبحانه وتعالى ذكر شيئا صريحا يدل على تخطئة

هارون وحتى موسى الذي غضب سرعان مازال غضبه وقال :

رب اغفر لي ولاخي وادخلنا في رحمتك

 

ثم قال : 

ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الالواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون 

فلعل غضبه زال لما استمع لحجج أخيه واعذاره ولعله بوحي من الله .

 

والقصة هنا شبيهة بقصة بني قريظة 

النص لم يورد تفصيلا ولا ترجيحا 

قال عليه الصلاة والسلام لما رجع من الاحزاب وورد في الصحيحين 

( لايصلين أحد العصر إلا في بني قريظة )

فأدرك بعضهم العصر في الطريق وقال بعضهم لانصلي حتى نصل المكان وبعضهم قال بل نصلي 

وذكر ذلك للنبي فلم يعنف واحدا منهم.

 

وأشار بعض المفسرين أن سكوت هارون على عبدة العجل إنما كان لفترة محدودة تنتهي بعودة موسى عليه السلام وهو صاحب القوة المطاع في بني إسرائيل.

 

عمر رضي الله عنه أوقف توجه الجيش للشام لما علم بالطاعون فيه 

وهذا معناه أنه رضي الله عنه أوقف بعض المصالح أو آخرها لحين ينجلي الأمر.

 

أخي الكريم :

- لاتستعجل في مجال الفكر والبحث 

ولاتفتي برأي سريع ؟؟؟

- فكّر لماذا لايفتي القاضي وهو غضبان !!

- فكّر لماذا قالوا لا يستفت من ليس في بيته دقيق ؟؟؟

- لماذا تكره صلاة مدافع الاخبثين ؟؟

- واخيراً :

خذ بحكمة ( من تأنى نال ما تمنى )

وسدد المولى خطانا جميعا إلى الحق والرشاد .

اللهم آمين .. أمين

وسلام على المرسلين 

والحمد لله رب العالمين

 

والله أكبر .. والعزة لله

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين