مبشرات في زمن الوهن (6)

 
 
 
خباب مروان الحمد
 
 
 
(قلَّة وجود النماذج الحقيقيَّة للأديان الأخرى)
 
إنَّ المسلمين لديهم نموذج حقيقي ومثال رائع وقدوة يحتفى بها ويقتدى ، ألا وهي شخصية النبي الأمين والرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا زال حيا في أمته بسبب حفظ الله لدينه من الضياع والتحريف، بخلاف بقية الأديان التي دخل عليها التحريف والتبديل ولهذا لا يجد أصحابها أي قدوة أو أثر لنموذج حقيقي غير متناقض وغير حيٍّ عندهم.                     
ففي بريطانيا مثلاً وهي البلاد التي تنتشر فيها الديانة النصرانيَّة، نجد قلَّة قليلة ممَّن يتمسَّكون بتلك الديانة الباطلة، وفي المقابل هنالك إقبال هائل على الدخول في الإسلام فضلاً عن التسمي باسم محمد، فقد أعلن المكتب الوطني للإحصاء في لندن أن اسم (محمد) حقق تقدما في قائمة الأسماء الأكثر ذيوعا في مقاطعتي إنجلترا وويلز.. وتقول أرقام المكتب الوطني للإحصاء في المملكة المتحدة: ولد خلال عام 2006 (4255) ذكرا حملوا اسم (محمد)، مقابل (3386) ذكرا اسماهم آباؤهم جورج، و(3755) سموهم جوزيف!!
وإلى صورة حقيقيَّة أخرى توضِّح لنا قصَّة إسلام مستشرق بلغاري بعد ترجمته للقرآن، حيث أكَّد المستشرق البلغاري د.توفيان تيوفا نوفا الأستاذ في جامعة صوفيا والعضو في جمعية المستشرقين الأميركيين وعضو اتحاد المستشرقين الأوروبيين ـ أنه اعتنق الإسلام عن اقتناع تام لأنه الدين الحق الذي يُساوي بين البشر ويصون جميع الحقوق الإنسانية ويُرسى قواعد السلم والأمن في المجتمعات البشرية كافة، وأنَّ هذا الشيء ليس موجودا لدى الأديان الباطلة الأخرى.
وأوضح في حواره أنه قضى أكثر من 12 عاماً لإنجاز ترجمة صحيحة لمعاني القرآن الكريم باللغة البلغارية، وبعد الانتهاء من إنجازها أعلن اعتناقه للإسلام بعد أن تفهَّم معاني الآيات القرآنية الكريمة، نتيجة لتعمقه في دراسة الإسلام ومعطياته الحضارية والثقافية الوفيرة، حيث ثبت لديه أن الحضارة الإسلامية هي أم الحضارات العالمية المعاصرة وأرقى أنواع الحضارات في العالم كله.
وعن دوافعه إلى اعتناق الإسلام يقول د. توفيان الحقيقة أني لاحظت أن بعض المستشرقين ـ غير الموضوعيين ـ يطعنون في الإسلام وتركّز طعنهم على القرآن الكريم فقالوا: إنه كلام بشري لا رباني، كما طعنوا في الآيات المكيّة والآيات المدنيّة وأنكروا حقيقة الوحي وغير ذلك من الافتراءات التي تعوّدوا على ترديدها في الساحة العلمية وأنا ـ وكل مستشرق موضوعي ـ يرفض هذا المنهج الاستشراقي الذي يشوّه صورة الاستشراق الموضوعي ويطعن في الإسلام بلا مبرر.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين