مبشرات في زمن الوهن ـ 5-

بقلم : خباب بن مروان الحمد
(وجود الحقائق العلميَّة التي تحدَّث عنها هذا الدين)
 
ولا يخفى علينا قصص إسلام الكثير من العلماء الغربيين حينما كانوا يستمعون لبعض محاضرات العلماء المسلمين المتخصصين في قضايا الإعجاز في الكتاب والسنة، وعلى رأسهم الشيخ الدكتور عبد المجيد الزنداني والشيخ الدكتور زغلول النجّار حيث ذكر الأخير أنَّ 37 عالماً أوروبياً أسلموا على يديه بناء على محاضرة ألقاها في بعض جوانب الإعجاز في القرآن والسنة.
 
حيث أكَّد الدكتور زغلول النجَّار - يشغل مدير أكاديمية مارك فيلد للدراسات العليا بإنجلترا، وأستاذ علوم الأرض - في محاضرته وجود السبق العلمي في القرآن والسنة لكثير من الأمور التي يعد الغربيون أنفسهم بأنَّهم أوَّل من اخترعها وابتكرها وأنًّها اكتشافات حديثة معاصرة، ما حدا بالكثير من العلماء إلى إبداء استغرابهم وإعجابهم بما في هذا الكتاب الكريم.
 
ويعقِّب الدكتور النجَّار على ذلك بأنَّ هذا يستدعي ضرورة توظيف العلم في فهم الإشارات الكونية لما في ذلك من فائدة للمسلمين، ودعوة لغير المسلمين، موضحاً أن القرآن الكريم كتاب هداية للبشر وليس كتاباً للعلم والمعرفة، وقال في حوار لـ (عكاظ): إن القرآن الكريم أشار في محكم آياته إلى هذا الكون ومكوناته من خلال ما يقارب ألف آية صريحة بالإضافة إلى آيات تقترب دلالتها من الصراحة، وأكد أن الاهتمام بالدعوة الإسلامية في الغرب مهم ومن أفضل أساليبه قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، لأن القضايا الغيبية لم تعد تحرك مشاعر الغربيين فقد ملّوا القضايا الغيبية والاستماع إليها لأنَّها محرفة عندهم تحريفاً كثيراً، لكن عندما نقول لهم: إن آية قرآنية نزلت قبل 1400 سنة تشير إلى حقيقة كونية لم تعرفوها إلا منذ عشر سنين تهزهم من الأعماق.
 
ثمَّ شرح النجار موقفاً حصل وأسلم فيه عدد من العلماء الغربيين حيث قال: دعيت للمشاركة في مؤتمر عن الإعجاز العلمي منذ إحدى عشرة سنة، وقد ذهبت غير مستبشر ولا مستريح، وبعد أن ألقيت محاضرة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم قام أحد كبار علماء الفيزياء هناك وقال كنت أظن أنني من النابهين البارزين في تخصصي.. فإذا أنا أمام علم أوسع وأشمل وأكبر من علمي لا أستطيع معه إلا أن أعلن شهادتي بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأذكر أن أربعة علماء ممن تحدثوا أعلنوا إسلامهم وتعاقب بعدهم آخرون حتى وصل عددهم إلى 37 عالماً أعلنوا إسلامهم، وأذكر كذلك أنني ألقيت محاضرة عن الجبال في القرآن الكريم في واشنطن ووصلتني بعدها آلاف الخطابات بالبريد يتساءل أصحابها كيف أن القرآن الكريم يقدم كل هذه الحقائق الجامعة المانعة عن الجبال ويذكرون كيف أن التعريف العلمي واللفظي في كل الكتب العلمية والقواميس الحديثة بجميع اللغات يتطابق مع ما جاء في القرآن الكريم تماماً.
 
وخير دلالة على ذلك ما وجدناه يدعو للعجب مع الفرح، حيث نقرأ خبر دخول فريق من علماء اليابان إلى الإسلام بسبب سورة التين والزيتون بعد أن تأكد هذا الفريق من إشارة ذِكر كل ما توصل إليه الفريق في
القرآن الكريم منذ أكثر من 1428 عاماً.
 
بداية القصة تعود إلى البحث عن مادة الميثالويندز وتعد هذه المادة مهمة جداً لجسم الإنسان حيث تعمل على خفض الكولسيترول والتمثيل الغذائي وتقوية القلب وضبط النفس. ويزداد إفراز هذه المادة من مخ الإنسان تدريجياً بداية من سن 15-35 سنة ثم يقل إفرازها بعد ذلك حتى سن الستين عاماً لذلك لم يكن من السهل الحصول عليها من الإنسان، وبالنسبة للحيوان فقد وجدت بنسبة قليلة جداً لذا اتجهت الأنظار للبحث عنها في النباتات؛ حيث قام فريق من العلماء اليابانيين بالبحث عن هذه المادة السحرية التي لها أكبر الأثر في إزالة أعراض الشيخوخة فلم يعثروا عليها إلا في نوعين من النباتات (التين والزيتون) وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العظيم {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}.
 
وإلى قصَّة أخرى حيث نجد طبيبة غربيَّة تعلن دخولها إلى الإسلام، حينما كانت تبحث عن حقيقة علميَّة معيَّنة فوجدتها في بلاد المسلمين، وهذه الطبيبة متخصصة في أمراض النساء والولادة، وكانت لها عناية خاصة بالأمراض الجنسية التي تصيب النساء، فأجْرَت عدداً من الأبحاث على كثير من المريضات اللاتي كنَّ يأتين إلى عيادتها، ثم أشار إليها أحد الأطباء المتخصصين أن تذهب إلى دولة أخرى لإتمام أبحاثها في بيئة مختلفة نسبياً، فذهَبَتْ إلى النرويج، ومكثت فيها ثلاثة أشهر، فلم تجد شيئاً يختلف عمَّا رأته في ألمانيا، فقررت السفر للعمل لمدة سنة في السعودية.
 
تقول الطبيبة: فلما عزمتُ على ذلك أخذت أقرأ عن المنطقة وتاريخها وحضارتها، فشعرت بازدراء شديد للمرأة المسلمة، وعجبتُ منها كيف ترضى بذُلِّ الحجاب وقيوده، وكيف تصبر وهي تُمتهَن كل هذا الامتهان..؟! ولمَّا وصلت إلى السعودية علمت أنني ملزمة بوضع عباءة سوداء على كتفيَّ، فأحسست بضيق شديد وكأنني أضع إساراً من حديد يقيدني ويشلُّ من حريتي وكرامتي (!!)، ولكني آثرت الاحتمال رغبة في إتمام أبحاثي العلمية.
 
لبثت أعمل في إحدى العيادات أربعة أشهر متواصلة، ورأيت عدداً كبيراً من النسوة، ولكني لم أقف على مرض جنسي واحد على الإطلاق؛ فبدأت أشعر بالملل والقلق.. ثم مضت الأيام حتى أتممت الشهر السابع، وأنا على هذه الحالة، حتى خرجت ذات يوم من العيادة مغضَبة ومتوترة، فسألتني إحدى الممرضات المسلمات عن سبب ذلك، فأخبرتها الخبر، فابتسمت وتمتمت بكلام عربي لم أفهمه، فسألتها: ماذا تقولين؟!! فقالت: إن ذلك ثمرة الفضيلة، وثمرة الالتزام بقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ" (سورة الأحزاب:35) هزتني هذه الآية وعرّفتني بحقيقة غائبة عندي، وكانت تلك بداية الطريق للتعرف الصحيح على الإسلام، فأخذت أقرأ القرآن العظيم والسنة النبوية، حتى شرح الله صدري للإسلام، وأيقنت أنَّ كرامة المرأة وشرفها إنما هو في حجابها وعفتها.. وأدركت أن أكثر ما كُتب في الغرب عن الحجاب والمرأة المسلمة إنما كتب بروح غربية مستعلية لم تعرف قيمة الحجاب(1).
 
(1) جريدة الاقتصادية ـ الجمعة 28 ذو الحجة 1429 هـ. العدد 5555

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين