مبشرات في زمن الوهن ـ 2 ـ

بقلم : خباب بن مروان الحمد

ولعلَّ من نافلة القول بعدما سبق أن نشير إلى بعض أسباب انتشار الإسلام، فمن هذه الأسباب:
(1)
(أنَّ الإسلام هو الدين الحق فهو منهج حياة، لا تعقيد فيه ولا غموض)
 
من المعلوم أنَّ الحق عليه علائم واضحة، وأنوار برَّاقة تظهر منه، وتنتج عنه، فهو كما قيل:
فهذا الحق ليس به خفاء *** فدعني من بنيَّات الطريق
ولو أردنا أن ننظر في ذلك من ناحية معاصرة، لاستدللنا بخير مثال يؤيد ما ذكرناه حيث ذكرت الكثير من وسائل الإعلام، وعلى رأسها شبكة المحاربون اليوم (Veterans Today) بقصة ذلك الجندي الذي أعلن إسلامه الشهر الماضي بعد أن نطق الشهادتين في مسجد كيمبل ستريت بولاية نيويورك الأمريكية بعد عام من دراسة الإسلام مع أحد أئمته.
وقد كان هذا الجندي ضمن الدفعة الأولى التي أرسلت إلى أفغانستان عام 2001، وبعدها بـ 15 شهرا أرسل ضمن أولى كتائب المارينز إلى العراق، وقد ذهب لكي يحارب الإسلام الذي اعتنقه فيما بعد، حيث تحدَّث عن نفسه بأنَّ هذه الرحلة الشاقة والأليمة إنما ساقه الله من خلالها إلى الهداية، فقال "أرسلوني إلى الأراضي البعيدة لمحاربة المسلمين.. ثم أصبحت واحدا منهم" ثمَّ صرَّح الجندي الأمريكي "مايك": "لقد أفهمني الإمام أن الإسلام ليس مجرد طقوس أؤديها.. إنه منهج حياة، يرشدني في كل أموري ليصبح كل شيء عبادة" عن موقع رسالة الإسلام بعنوان: (انبهاراً بثبات المسلمين ... جندي مارينز يعلن إسلامه)
ونتوقف لنتأمل فيما قاله ضابط أمريكي آخر أشهر إسلامه، وهو يبكى متسائلا : ما ذنبوالديه بعد أن ماتا دون أن يعلما شيئا عن الإسلام؟!!
وفي تقارير عديدة صدرت من خبراء وراصدين فقد استرعاهم وأثار انتباههم انتشار الإسلام بسرعة بين الأمريكيين من أصل إفريقي، ولم يردعهم التدقيق المتزايد الذي يتعرض له المسلمون في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، ويشرح أولئك سبب إسلامهم بقولهم:(إن ما يجذبهم هو التعود على النظام والطاعة الذي تمثله الصلاة وتأكيد الإسلام على الخضوع لله وتعاطف الدين مع المقهورين)بتصرف من شبكة نور الإسلام
وعند قراءة شيء من أسباب دخول المنصِّرين إلى الإسلام مثلاً ، يعزو المبشرون المسيحيون انتشار الإسلام في غرب إفريقيا والسنغال والكاميرون وساحل العاج إلى أسباب؛ منها بساطة تعاليمه وخلوها من التصورات الغيبية الغامضة المعقدة .
لقد صدر كتاب في عام 2005م بعنوان:(الإسلام والأمريكي الأسود: نظرة تجاه الإحياء الثالث) لمؤلفه: شرمان جاكسون، ذكر فيه أنَّ المسلمين السود اعتنقوا الإسلام لأنَّهم يريدون ثقافة يشعرون فيها بالملكيَّة والسيطرة ، وأنَّهم يلحظون أنَّ دين الإسلام وسط وسيط في جميع التعاملات الحياتية والاقتصاديَّة.
وهذا ما كان محفِّزاً كذلك لـ: (علي رمضان) أحد سلاطين مناطق تشاد الذي أسلم، وحينما سئل عن سبب إسلامه قال: (وجدت حلاوة الإسلام ولا أحد يشك في أنه دينالمساواة والعدالة، لا فرق بين أحد وآخر ولا بين غني وفقير إلا بالتقوى كل يتوجه لله وكلهم عبيد لله.
وهذا يعطينا دلالة قوية على أن الدين ينتشر بغير جهد أبنائه أو حالتهم، وإنما هو ينتشر بقوة أخرى، هو قوة الله عز وجل الذي أنزله لعباده وأراد له البقاء، فلا يضره بعد ذلك أن تعاديه الدنيا كلها، فلن يضره هذا؛ لأن الله ناصره لا محالة، والواقع خير برهان ودليل).

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين