ليكن شهر رمضان المبارك خطوة أولى للتغيير والارتقاء

شيء جميل ان نبدأ في هذا الشهر المبارك بتغيير إيجابي، نستفد من مدرسة الصيام في إصلاح ذواتنا، مع الارتقاء في الأخلاق والسلوك.
ها هو رمضان المبارك قد قرب مجيئه بنوره وعطره ، وخيره وطهره، يجيء ليربي في المؤمن قوة الإرادة وعظمة التغيير، في تحمل الشدائد، والانتصار على العقبات، ومصاعب الحياة.
رمضان والتغيير
شهر رمضان الكريم فرصةٌ حقيقية للتغيير، فهو البرنامج العملي لإصلاح النفوس والقلوب، والبداية الحقيقية في البناء والارتقاء والطموح لمعالي الأمر، والابتعاد عن سفاسفها.
لا تقل: من أين أبدأ
طاعة الله البداية
لا تقل: في الغد أبدأ
ربما تأتي النهاية

فرمضان شهر التغيير، لإحداث نقلةٍ رُوحية وجسدية تُصلح أوضاعنا وتُغيّر ما بداخلنا، والتغيير الإيجابي يحتاج منا جميعًا إلى إرادة فتية، وعزيمة قوية، وسعي للتغيير في كجلات متعددة:

?- تغيير في علاقة المسلم مع الحق نوعاً وقوة ، ونوراً واشراقاً، بحيث ترقى فيه جمعية القلب على الله سبحانه ، فهي علاقة تتميز خلال هذه الشهر الكريم بقوة الصلة بين العبد وربه.

?- تغيير في الاستمرار على الحق، والبعد عن الزور والتدليس واللغو والباطل، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "من لم يدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري، وفي الحديث الآخر : "ليس الصيامُ من الأكل والشراب، إنما الصيامُ من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقُل: إني صائم إني صائم" أخرجه الحاكم .

?- تغيير في علاقة المسلم بنفسه، فرمضان فرصة لتفقد النفس ومحاسبتها وحثها على الخير، والتغيير يبدأ عند محاسبة النفس وتصحيح أخطائها، يقول الحسن البصري - رحمه الله - :" المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة"

?- تغيير في علاقة المسلم بأهله وقرابته : فانشغال الناس بملهيات الحياة، أبعد الكثير منهم عن صلة أرحامهم وزيارتهم وبرهم، فرمضان فرصة عظيمة لإعادة جسور التواصل مع الأهل والقرابة، لإزالة ما قد يقع في النفوس، ولبدء علاقة مستمرة معهم.

?- تغيير علاقة المسلم بمجتمعه وأمته، وهي علاقة يجب أن تكون علاقة فاعلة، من خلا الاعتناء بجوانب العلاقات المجتمعية بين الأفراد من خلال صلتهم، وبرهم، ونصحهم، وتفقد ذا الحاجة منهم.
 
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين