كلمات في رثاء العالم المجاهد الشهيد رياض الخرقي


-1-



هذه بعض كلمات قيلت في الشهيد السعيد أبي ثابت رياض الخرقي من بعض أحبابه وعارفيه تعرف بمكانته ومنزلته في العلم والجهاد، استحسنا أن نذكرها
ليعرف إخواننا مكانة أخيهم العالم الفاضل المجاهد ، تغمده الله تعالى برحمته:


الكلمة الأولى:
كلمة العالم المربي الشيخ أسامة الرفاعي حفظه الله رئيس المجلس الإسلامي السوري في نعيه ورثائه:
https://www.youtube.com/watch?v=HHTlHEMnoYk


الكلمة الثانية:
قتلوا حبيبي ...فاليوم يوم بكاء..
اليوم يوم بكاء للمنابر والمحابر على الشيخ الإمام العالم المحدث المتفنن المجاهد الشهيد الشيخ رياض الخرقي.
اليوم يبكيك كل من عرفك، وكل من تتلمذ على يديك، وكل من استنار برأيك، واسترشد بنصحك ....اليوم يبكيك الليل الذي كنت تكابده قائماً متهجداً وباكياً منتحباً ...ويبكيك النهار الذي عرف فيك الهمة والاستقامة والبذل والتضحية...
اليوم يبكيك طلاب علم الحديث الذين علمتهم وأحببتهم وصبرت عليهم كأخ لهم لا كشيخ متعال أو مدل بعلمه ...
يبكيك كل تلاميذك في شتى أصقاع الأرض قريبها وبعيدها ،يبكيك تلاميذك في دمشق والغوطة وسوريا كلها ،يبكيك قربان في داغستان، وعمر نور في ماليزيا، وخالد زواري في تونس، وقمر في بريطانيا وغيرهم من أهل المشرق والمغرب ...
اليوم تبكيك كتب الحديث كلها في مكتبتك العامرة يبكيك "فتح الباري" و"شرح النخبة" و"تدريب الراوي" و"علل الدارقطني" ...وتبكيك أحاديث الأعمش التي جمعتها حديثاً حديثاً على طريقة الأولين لتنال بها الماجستير والدكتوراه ثم لما ذقت حلاوة علمها تركت الشهادات لتعيش معها لذاتها لا لغيرها فصحَّحت نيتك في هذا الباب ...
اليوم يبكيك صحيح ابن حبان الذي أعدت ترتيبه حسب التقاسيم والأنواع كما وضع ورتب واشتهى ابن حبان نفسه وكنت لما أعدت ترتيبها من الفرحة والنشوة كأنك تشعر أن ابن حبان يشكر صنيعك وهو في قبره.
اليوم تبكيك مقدمة ابن الصلاح وكل نكتها ...وتبكيك الموقظة والاقتراح ذهبها ودقيقها، وكل المختصرات والمطولات ،والمتون والشروح والحواشي في علم الحديث وأصوله.
اليوم يبكيك الصحاح والحسان والضعاف ،وتبكيك المسانيد والمصنفات والجوامع والفهارس والأطراف.
يبكيك الفقه وأصوله والتفسير وقواعده والنحو وصرفه والتوحيد وأدلته.
اليوم يبكيك أبناؤك من صلبك المحفوفون بعناية الله وحفظه من كنت أرى في كل اسم من أسمائهم صفة من صفاتك الحميدة وخصالك النبيلة وسجاياك الطيبة.
فأنت سليم الصدر نظيفه ،وأنت عطاء لا يعرف الكلل ولا الملل
وأنت سلام ومحبة لكل من حولك من طلابك ومعارفك وأبناء أمتك
وأنت عروة من عرى الصدق والتضحية والبذل والاجتهاد كنا نستمسك بها وقت الضائقات.
اليوم يبكيك المرابطون المجاهدون الصابرون على ثرى الغوطة الشرقية فسطاط المسلمين
ويبكيك كل من عرف أنك كنت مختلفاً عمن حولك فقد رابطت مع من رابط ،وجاهدت بسلاحك مع من جاهد ،وجعت مع من جاع وكان بوسعك أن لا تجوع ولا تعرى
وخفت مع من خاف وكان بمقدورك أن تلوذ إلى ركن آمن كما فعل كثير من أدعياء العلم فلا يمسك خوف ولا جزع أو هلع.
وكان بوسعك أن التنظير بعيداً عن ساحة الجهاد والتمتع بتصفيق المنافقين من أهل الفنادق.
اليوم يبكيك الجامع الأموي الذي كان لك موعد معه في صلاة الفجر ...ويبكيك جامع الإيمان الذي عرفك بتلاوة صحيح البخاري ،ويبكيك جامع بلال مربع الصبا والشباب للطالب المجتهد الذي لا يني ولا يفتر من التزود بكل جديد من علوم الدين والدنيا.
اليوم يبكيك الجامع الكبير في جوبر، وجامع العرفان، ولفيف الطلاب من حولك وأنت تعلمهم وتهذبهم وتمازحهم وتلاطفهم.
في رمضان القادم ستفتقدك صلاة التراويح وسنفقد رقة قلبك وبكائك وارتعاد فرائصك خوفا من الله وأنت تسمع كلامه ووعده ووعيده.
اليوم سيبكيك من لم يكن يعلم أنك كنت واحداً من المنظمين للتظاهرة التي خرجت تجوب شوارع دمشق ضد الدنمرك والنيروج يوم رسومهم المسيئة والتي كان من ثمارها حرق السفارة الدنماركية احتجاجاً وغضباً لله ورسوله.
ستبكيك آلاف الساعات ومئات الأيام وعشرات الأشهر والسنوات الطوال التي قضيناها معك في مكتبتك الجامعة في بيتك الميمون، ننهل من علمك وتواضعك وصلابتك في الحق ،في بيت كنا نحن أصحابه ،فننام متى نعسنا، ونأكل متى جعنا، ونتطبب إذا مرضنا ،فكنت لنا معلماً وأباً وأخاً ومؤدباً، وكنت أفرح ما تكون لما يضيق المنزل بعددنا فيتجاوز الثلاثين طالباً تصيبك فرحة عامرة كنت أرى شعاعها يتدفق من عينيك المتعبتين الذابلتين سهراً وبحثاً وهماً وبكاءً.
كفاك فخراً وشرفاً وعزاً ورفعةً ...أن الناس اليوم منقسمون فيك إلى قسمين كما هو عند موت كل عظيم من العظماء
أهل حق وإيمان وجهاد حزنوا لرحيلك كيف لا وأنت الثلمة والثغرة والفراغ الذي لا يسده أحد.
والآخرون أهل كفر وإلحاد وإجرام فرحوا باستشهادك لأنك كنت عقبة كؤوداً في طريقهم اللعينة المظلمة..
ولأنك كنت بانٍ لجيل يخشون منه أن يهدم كل مشاريعهم الهدامة وسيكون بإذن الله فقد غرست غراساً طيبةً سيأتي يوم تؤتي أكلها طيباً مباركاً بإذن الله.
ليس لنا عزاء وتسلية فيك إلا قوله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون "
نم يا أبا سليم "أبا ثابت" قرير العين، وسلام على روحك الطاهرة فقد وفيت بما حملت من علم ،ولا يغرنك أن قاتلك حيٌّ يتبختر في البلاد كما يشاء أسياده فإنه اليوم أيضا يبكيك لأنه أدرك بعد فوات الأوان بأي إثم باء، فالأيام وشهود الحق كفيلان بإظهار الحق.


الكلمة الثالثة:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
اللهم تقبل أخانا العالم المجاهد الفاضل
أبا ثابت رياض الخرقي
في زمرة الشهداء الأبرار، واجزه يا مولانا خير الجزاء.
عرفت الأخ الشيخ رياض في المعهد الشرعي لطلاب العلوم الإسلامية
وسعدت بمزاملته في دروس الشيخ محمد شقير في الفقه الشافعي بكتاب: "كفاية الأخيار"، وفي دروس الشيخ فريد الباجي بكتاب "صحيح مسلم".
كان نِعْم الطالب الجاد الحريص على العلم والعمل
ظاهر التميز من أقرانه، بل كان المتفوق المجلي بيننا جميعًا..
ثم وفق للجمع بين الفقه والحديث
وغدا من علماء الشام الأبرار الدعاة إلى الله على بصيرة
مع جرأة في قول الحق، وثبات على المبدأ، وشهامة ومروءة...
وها قد آثره المولى سبحانه بالشهادة في ميادين الجهاد
هنيئا له، وأسأله سبحانه له القَبول والجزاء الأوفى...
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أيمن أحمد ذو الغنى


الكلمة الرابعة :
الشيخ رياض الخرقي
رجل عرفته في صداقة وصلة دامت لأكثر من ١٥ عاما مع تعاون علمي وحديثي
وهو طالب علم قوي مشتغل بالحديث مدافع عنه في الشام، وقد حبَّب الى الطلبة دراسة الحديث وعلمهم التخريج نظريا وعمليا .
ومن أنفس آثاره: اشتغاله على تحقيق موطأ الامام مالك رواية ابن بكير وجمع لها جمهرة من النسخ، وقابل بينها بإثبات النسخ والفروق، ثم قابل معها الروايات الاخرى للموطأ ، يسر الله طبعه قريبا .
نور الدين طالب





الكلمة الخامسة:
الشيخ المجاهد رياض خرقي أبو ثابت الدمشقي
أخي وحبيبي وصاحب العلم والقلم والجهاد والصدع بالحق
ﻻ أملك لك اليوم إﻻ الدعاء بالقبول في عداد الشهداء والرحمة والغفران من ربنا الرحمن
وهذه اﻷبيات فاض بها الخاطر بعطر دمك الزكي الطاهر
أرثي المجاهد حين يفقد مرة
ومجاهد العلماء أرثي مرارا
يا حور عين في الجنان تألقت
زفي إليك العالم المغوارا
رحلت جبال العلم في جنح الدجى
ترجو ثواب إلهنا المدرارا
هذا رياض في العلوم رياضها
وإذا انبرى للحق ليس يجارى
هذا المجاهد حين قل رجاله
من أهل علم في الحديث يبارى
للعلم رحم ليس ينقطع الرجا
بشفاعة في حبنا الغفارا
هذا أخ في العلم في الحق الذي
قد هان عند شيوخنا الفرارا
قتلوك غدرا وانبرى شيطانهم
فرحا بقتلك يهدم اﻷسوارا
اللهم انتقم لعبادك المجاهدين في سبيلك.
اللهم عوض المسلمين المجاهدين خيرا
اللهم هيئ للأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك و يذل فيه أهل معصيتك
كان الشيخ رحمه من أبرز المؤسسين للهيئة الشرعية في دمشق وريفها
وللذكرى كان أحد المشرفين على التحقيق في المسؤولين عن المجزرة التي وقعت في داريا سنة 2011 برفقه الدكتور الشيخ الشهيد - في سجون النظام- الأستاذ محمد النداف أبو عمران رحمهم الله تعالى وتقبلهم في الشهداء، وجمعنا بهم في فردوس الجنان
أبو الفاتح الداراني


الكلمة السادسة:
في رثاء مجاهد الغوطة ومحدثها الشيخ ‫#‏رياض_الخرقي‬‬ ابو ثابت الدمشقي
رحمه الله وطيب ثراه، وأنزل عليه الرحمة والرضوان :
هل حدثتكَ الأرضُ عن أحبابِها
عمّن طوتهُ ببهجةٍ وسرورِ
بكتِ السّماءُ عليكَ حتى خِلتُها
ثكلى تودّع زوجَها للحُورِ
بل حُقَّ أن يبكيكَ قاتلُك الذي
أهداكَ ما ترجوهُ دارَ غفورِ
قتلوا عليًّا وابنَ عفانٍ بنا
واستهدفوكَ بآثمٍ مأجورِ
ويلٌ لهم ، دمُك المفدّى قبلةٌ
للذاهبينَ إلى العُلى والنورِ
ويلٌ لهم ، ماذا يقولوا إن أتوا
دارَ الجزاءِ بوزرِك المَسطورِ ؟!
أسَدٌ توسّد غوطةَ الشَّامِ التي
شهِدَ الرَّسول بفضلِها الموفُورِ
قد أثخنتكَ جراحُنا وأنينُا
واستثقلَ الحرفُ الرِّثا كالطُّورِ
يا دارَ جُوبر إن سمعتِ رثاءَنا
يومًا ، فهبي للرياضِ وثُوري
جعفر الوردي