الكلمة السادسة:
فضيلة الأستاذ محمد فاروق بطل في
ذمة الله...
د. محمد بشير حداد
ننعي للأمة المربي الداعية الجليل
وأول أمين لرابطة العلماء السوريين فضيلة الأستاذ الشيخ محمد فاروق بطل
رحمه الله..
والذي انتقل لجوار ربه الكريم قبل
قليل اليوم الأربعاء18/محرم/1446 الموافق 24/تموز- يوليو-/2024 في مدينة جدة عن
عمر مديد مبارك ناهز الثامنة والثمانين..
لقد عرفته ساحات الدعوة الإسلامية بحيوته
وجرأته وإبداعه ولباقته ولطفه منذ الخمسينيات بدأ من حلب ودمشق ودفع لذلك أغلى
الأثمان فما تأخر وما وهن في حمل الرسالة بل مضى شعلة وضاءة وبعزيمة وثابة بين كل
الأجيال حتى أيامه الأخيرة رحمه الله..
كان للجميع الأخ الكبير الحكيم والأب
الحاني الرفيق والداعية الأنيق..
سعى أواخر عمره مع الأستاذ العلامة
الشيخ محمد علي الصابوني وثلة من الإخوة لإقامة رابطة العلماء السوريين
وآزرناهم جميعا بقوة
وحينها تم اتفاقنا جميعا على أن يكون العلامة
الشيخ محمد علي الصابوني رئيسا للرابطة والأستاذ الشيخ محمد فاروق بطل أمينا عاما
لها رحمهما الله،
وكان نعم الأمين الربان المؤسس
لأمانتها العامة
حتى غدت الرابطة مظلة للعلماء والدعوة والرسالة؛
وقد تجلى تميزها بعد انطلاق الثورة السورية 2011.
و وقف فقيدنا رحمه الله بكل طاقاته وهمته كذلك
يؤازر مع إخوانه شعبنا السوري الحر منذ أن واجه تحديات الثورة السورية ضد نظام
بشار..
ولقد عرفناه رحمه الله الأستاذ المربي
الحكيم في المؤسسات التعليمية والدعوية والمساجد والمحاضر الجامعي المميز -وقد شرفت بصحبته في
التدريس الجامعي في جامعة الملك عبدالعزيز -والداعية اللامع في برامجه الإذاعية...
تقبله الله في المهاجرين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
نتقدم ونتبادل التعازي مع أسرته أبناء
وأحفادا ومع إخوته في درب الدعوة ومع كل علماء سورية الأحرار وفي رابطة العلماء
السوريين ومع كل طلابه ومحبيه..
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا
بعده واغفر لنا وله...
وموعدنا معه بفضل الله وكرمه فردوس
الجنة.
*************
الكلمة السابعة:
في وداع ذي الأيدي الأستاذ فاروق
بطل :
بقلم: رفاه مهندس
لم يتخلّ يوماً عن خندقه الفكري
الوسطي الأصيل في مواجهة معارك شرسة، ولطالما حاول الطغاة وأذنابهم فيها تشويه
صورة لوائنا ورايتنا وما فيها إلا التوحيد الخالص والبراءة التامة من أن يعبد غيره
سبحانه في هذه الأرض.
لقد انبرى الفاروق وإخوانه لتوضيح
الواضح و إزالة اللبس فيمااختلط من مفاهيم شوهاء سقيمة علقت بأذهان الناس خاصتهم
وعامتهم مما روّج له الطغاة ودهاقنتهم لتعمية الحقائق، وخلط الأوراق وبمحاولات
متكررة، لاستجرار الفاروق وإخوانه إلى تغيير وسطيتهم وتنحية برنامجهم الفكري
الأصيل تمهيداً لإبادة شاملة لكل من أعلن انتماءه لبيدق الحق ضد فكر الباطل
ودعاويه.
والمعارك الفكرية سلاحها الفكرة وحجج البيان
والعلم والفهم.
وهذا ما لايفهمه الطغاة أبداً
هم لايفهمون إلا لغة الحديد والنار
والسجون والتعذيب، ويتلذذون بسادية متوحشة متعطشة لقتل الناس وإذلالهم وإرهابهم،
وسحلهم في الشوارع أحياء عراة، أو تعليقهم على أعواد المشانق.
إنها معركة غير متكافئة
إنها حروب كحروب الفراعنة في وجوه
الأنبياء.
بيدق الطهر والفكر والرقي الحضاري
الأصيل، في مواجهة بيدق الكذب والدياثة والنجاسة والذل والعار.
كان
مشروع الفاروق وإخوانه مشروعاً حضارياً ماجداً يؤصل لوحدة الشعب السوري بكل أطيافه،
و يستشعر المسؤولية تجاه الأوطان بحرقة المدافع وببصيرة المتعقل ظناً منه وإخوانه
أن لغة الحوار والتفاهم يجب أن تسود بين الشعوب وحكامها في جوّ ّ يراعي فيه الجميع
حرمة الأوطان وقدسيتها، ولكن الأمر لم يكن كذلك أبداً، بل كانت المصائب تستنفر صبر
الشعب المسالم أمام الدولة القمعية التي مارست إرهابها بأشنع صورها وأبشع مآلاتها..
وكان الأستاذ البطل واحداً ممن آذاهم إرهاب
الدولة عقوبة له على منهاجه الفكري المتسامح، إذ كان يزجّ به وبإخوانه في السجون
لمجرد التنكيل والإيذاء والتعطيل لهم في حياتهم العملية والأسرية، حتى وصل الأمر
آنذاك لإقالة مدرسيّ الشريعة واللغة العربية ممن تحاربهم الدولة لمنهاجهم الفكري
الوسطي وتوظيفهم في لجان مكافحة التسول في الشوارع والطرقات هزءاً وسخرية بهم
وبجهودهم المشهود لها في إصلاح الأجيال في الجامعات والمدارس الرسمية.
وبقي الأستاذ فاروق بين السجن والسجان وبين
الإهانة والمحاربة في الرزق والسمعة، حتى خرج من موطنه مهاجراً بدينه ونفسه الى
لبنان ثم عمان وبعدها إلى رحاب الله الرحبة الفسيحة.
لم يتنازل عن طريقه في أرض نزلها،
ولم يطوِ ماضيه مهما طوى من الأرض شرّق أو غرّب.
واليوم يطوى جهاده المبارك الطويل
لينشر تحت لواء الحمد في يوم تضمحلّ فيه الرايات وتزوي في وهجه الظلمات إلا ألوية
الحق والنور تنضوي تحت لواء قائدها الأول صاحب المقام المحمود
والحوض المورود
وقد أبينا إلا أن نشرب من معينه
الثر ّ-عليه الصلاة والسلام -ومورده الغيث مهما استكبر علينا الظماء، وتمالأ علينا
العطاش، وتواطأ على حربنا الشذاذ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*************
الكلمة الثامنة:
بقلم: معتصم الحريري:
رحلت و ما رحلت أيا
إمامــا
*** وهامَ القلبُ
خلفكَ و استهاما
وكيف يغيب رسمك يا
حبيباً
*** سما طهرا و آمن و
استقامــا
وكنت البدر بين الناس
تجلو
*** بحكمتكَ الغياهب و
الظلامـا
فكم أطفأت من فتنٍ
تلظـــتْ
*** وأدت لهيبها فغدت
سلامـــــا
وهذبت العقول بهـــدي
ديــن
*** بقول الحقّ روّضت
الحسامــــا
جمَعتَ تشتُّتَ
العلمـــاءِ فينـــا
*** و أبرمتَ الروابِطَ و
النِّظامــــا
و كان الخيرُ في
ممشاك يجري
*** و إن حدّثتَ ينتشرِ
الخُزامــى
و ألّفتَ البُطولـةَ
في كِتـــــابٍ
*** لتعلَمَ أمّـــةٌ
فيهـــا العِظامـــــا
كأنّكَ دَعوةٌ
صُــهِرت بفـــــــردٍ
*** ونَهجٌ شامــلٌ
فينـــا أقامـــــــا
أرى دمع الرجال عليك
يهــمي
*** يصب من الشآم إلى
تِهامــــة
رأوك معلّماً قد غاب
عنهــــــمُ
*** بفقدِ أبيهــمُ صاروا
يتامــــــى
انتقل إلى رحمة الله مؤسس رابطة
العلماء السوريين و أمينها العام صاحب التاريخ الدعوي العريق الأستاذ فاروق
البطل ابن سورية العظيمة و من رموزها الأصيلة
تاريخ الرجل لا يمكن اختصاره في
كلمات فقد كانت الثمانية و الثمانون عاما من عمره سنين مليئة بالدعوة و المواقف و
التضحيات و مسيرة عظيمة في خدمة الإسلام و المسلمين..كما كان هذا الرجل العظيم ممن
قارع الظلم و الطغيان في بلاد الشام منذ بدايته و بذل في ذلك الغالي و الرخيص و
استمر بكامل نشاطه و همته على ذلك مع انطلاق ثورة الكرامة في سورية و حتى رحيله من
هذه الدنيا مجاهدا صابرا مثابرا.. كان الشيخ شعلة نشاط يقل نظيرها فيمن هم في عمره
و كنا نحن الشباب نخجل من أنفسنا لما نراه فيه من إيمان و مثابرة و همة عالية.. لو
لم يكن له إلا موسوعته الرائعة(أبطال الإسلام) التي قرأها الكثير من المسلمين
لكفته فكيف و تاريخ الرجل كله دعوة..
كان من أقرب الناس إلى قلب والدي
الشيخ إبراهيم الحريري رحمهما الله و كان قل أن يفترقا و خصوصا في السنوات الأولى
للثورة السورية و كلاهما أفنى حياته في خدمة الدين و الأمة..
رحمك الله يا أباعمار و إننا نشهد
الله بأنك قد كفيت و وفيت و بذلت و عملت و أسست و بنيت و نحسبك و الله حسيبك أنك
من أوليائه الصالحين.. اللهم تقبله في رحمتك و أقل عثرته و اغفر زلته و ارفع
درجاته إنك رحيم كريم.
إنا لله و إنا إليه راجعون
************
الكلمة التاسعة:
بقلم: محمد عادل فارس:
رحم الله أخانا وشيخنا فاروق بطل
فقد كان رجل العلم والخطابة والتربية والتضحية. اعتقل عام ١٩٦٧ وأفرج عنه بمناسبة
الحرب المشؤومة. ثم اعتقل عام ١٩٧٣ بما يسمى احداث الدستور وقضى في المعتقل سنتين
ونصف السنة. اللهم تقبل منه حسناته وتجاوز عن سيئاته وادخله الجنة وقه عذاب النار
واحشره مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن أولئك
رفيقا
**************
الكلمة العاشرة:
بقلم: د. محمد غسان الخليلي
كلمة وفاء في حق
أستاذنا المربي
د. محمد فاروق البطل:
أعرفه منذ نعومة أظفاري بسَّاماً
مشرق الطلعة... ودوداً
مدرسا لمادة التربية الإسلامية
جاراً رحيما شفيقاً
نال حظا من حياته في غيابة السجن
ثم هاجر في الله إلى جدة
التقيته مراراً في منزله هناك
وكنت أزوره في بيته بعمَّان
زرته في إحدى العمرات (1993)؛
فحبسني ضيافةً عنده ثلاثة أيام
فرافقته في مشاويره الدعوية
يعاتبني إن سمع أنني اعتمرت ولم
أمرَّ به
هو ابن عم زوجتي
وابن أخ عمي الدكتور المجاهد محمد
نزار بطل
بذل حياته كلها للدعوة إلى الله رغم
ما ابتلاه به ربنا من إعاقة
وكان زميل والدي - رحمهما الله - في
التعليم عشرين سنة
سبقته أمي المرحومة أم بشير بأربعة
أيام
وجاهد في الله حتى أتاه اليقين
سلام عليك أستاذنا أبا عمار في
الأولين
وسلام عليك في الآخرين
وسلام عليك يوم يبعثون
تقبلكم الله في عليين
مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين
وحسن أولئك رفيقا
وموعدنا على الحوض
*************
الكلمة الحادية عشرة:
رحلَ الفاروق رحلَ البطل
بقلم: ملهم راتب الدروبي
اللهم اجعله رفيقاً لعُمر الفاروق
في جنات النعيم، واجمعنا وإيّاه وباقي الأبطال مع سيد الأبطال محمد صلى الله عليه
وسلم.
رحمك الله يا أستاذي وشيخي ورفيقي
وأخي الشيخ ابو عمار فاروق بطل.
عزاؤنا لأبنائه الأحباب: عمار حسان،
محمد، أسامه وجهاد الأبطال الكبار.
لا نقول إلا ما يرضي ربنا، لا حول
ولا قوة الا بالله العلي العظيم وإنّا لله وإنا إليه راجعون.
***********
الكلمة الثانية عشرة:
بقلم: د. عبد المجيد البيانوني
* * دعاء وتعزية بأستاذنا الداعية
الكبير الشيخ محمّد فاروق البطل رحمه الله : يا أهل الفقيد وأقاربه وأنسباءه
وأحبابه.. أَعْظَمَ الله أَجْرَكُم، وأَحْسَنَ عَزَاءَكُم، وَغَفَرَ لِفَقِيدِكُم،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وارْحمْهُ، وعافِهِ، واعْفُ عنْهُ، وتجَاوَز عَن
سَيِّئَاتِه، وَأَكرِمْ نزُلَهُ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بِالماءِ
والثَّلْجِ والبرَدِ، ونَقِّه منَ الذنوب والخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب
الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، اللهم أَبْدِلْهُ داراً خيراً مِنْ دَارِه، وَأَهْلاً
خَيّراً منْ أهْلِهِ، وجيراناً خيراً من جيرانه، وأدْخِلْه الجنَّةَ، وَأَعِذْه
منْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النار، اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا
تعامله بما هو أهله. اللهمّ اجزه بالإحسان إحساناً، وبالإساءة عفواً وغفراناً.
اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مُسيئاً فتجاوز عن سيّئاته. ولقّه
الأمن والبشرى والأمان، برَحمَتِك يا أرحم الراحمين، اللهمّ أدخله الجنّة بغير
حساب، ولا سابقة عذاب، اللهمّ آنسه في وحدته ووحشته وغربته، اللهمّ أنزله منزلاً
مباركاً، وأنت خير المُنزلين، اللهمّ اُحشره مع الذين أنعم الله عليهم، من
النبيّين والصدّيقين والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول