كلمات في رثاء الشيخ المجاهد محمد فاروق بطل (1)

الكلمة الأولى:

المجلس الإسلامي السوري

تعزية بوفاة الشيخ الدكتور محمد فاروق البطل

 

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

ينعى المجلس الإسلامي السوري إلى الأمة الإسلامية فضيلة الدكتور محمد فاروق البطل الأمين العام الأسبق لرابطة العلماء السوريين وأحد أبرز مؤسسيها.

كان للفقيد دور في تأسيس المجلس الإسلامي السوري، فقدت الأمة بوفاته رجلاً فذا من قيادات العمل الإسلامي المعاصر، هاجر من بلده منذ نصف قرن بسبب ظلم النظام؛ فلم يغير ولم يبدل.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل ما أصابه من المرض رفعا لدرجاته، وأن يعلي مقامه في الصالحين.

إنا لله وإنا إليه راجعون

المجلس الإسلامي السوري

19 محرم 1446هـ الموافق 25 تموز 2024م

 

 

****************

 

الكلمة الثانية:

بقلم: د. عامر البوسلامة

 

المراقب العام الدكتور عامر البو سلامة ينعى للسوريين وللأمتين العربية والإسلامية وفاة العالم العامل الأستاذ فاروق البطل

 الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

تلقينا ببالغ الحزن - مع التسليم بقضاء الله وقدره - نبأ وفاة شيخنا وأستاذنا الكبير وشيخنا الجليل الشيخ أبي عمار فاروق البطل، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

أبو عمار واحد من أعلام جماعة الإخوان المسلمين، ورمز من رموز العمل الإسلامي، وشخصية وطنية بارزة، عاش هموم دعوته، حتى ملكت شغاف قلبه، وأعطاها جل جهده، وأثمر الجهد بناء حياة، وصناعة أجيال، وسهر وكد وتعب من أجل حرية أهله وشعبه ووطنه، كانت قضايا الأمة في فلسطين وفي كل مكان من أعظم شواغله، وأبرز اهتماماته.

أبو عمار - رحمه الله - يمتاز بالنشاط والمتابعة والجد والحزم مع جمال سلوك ودماثة خلق وحسن معاملة، إذا ذكر تذكر كل معاني الحيوية والهمة العالية، يعمل بلا كلل، ولا يعرف الملل إلى نفسه سبيلاً، جندية والتزاماً همة ونشاطاً، حتى لقي ربه جل وعلا، وهو على درب الجهاد والنضال والفداء والتضحية، ابتلي بالسجن وسلطت عليه صنوف الأذى والتعذيب، فكان الصابر المحتسب، ومضرب المثل بالثبات، فما لانت له قناة، ولا انكسر أمام عتو الجلاد، وفجور الدكتاتور ، وامتحن بالهجرة فكان الرضى رائده وكانت معالم الأمل تلفه في كل تفاصيل المسائل، ولسان حاله وقاله

لا يأس ولا قنوط، والنصر قادم بإذن الله تعالى.

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}..البقرة: 155-157.

وفي وقت من الأوقات تنادى بعض الغيورين لتأسيس رابطة تجمع أهل العلم لتكون منارة هداية وعنوان قيم فاضلة، وشعلة استنارة في طريق الحياة بكل شعبها وسائر مفرداتها، فكان في مقدمة المتفاعلين مع هذا، والعاملين لهذا الصرح المفخرة، فكانت رابطة العلماء السوريين، وكان في مقدمة المؤسسين، وولدت الرابطة، فأعطاها من وقته الكثير، وقام مع إخوان له بتقديم كل الممكن في سبيل نجاح هذا المشروع النافع المفيد، ومن ثم صار أول أمين عام للرابطة، وقد شهدت الرابطة في تلك المدة، حضوراً وشهوداً حضارياً يشهد به القاصي والداني، وما زال الخير يمتد وفي جهود العاملين بركة.

 

ولما قامت ثورة شعبنا 2011 كان من أوائل المناصرين والمؤيدين والمساندين للشعب السوري الثائر على الظلم والقهر والويل والسجون والمعتقلات البائسة، وضياع الحقوق ومصادرة الحريات والعدوان على الكرامة، فكانت له في هذا الشأن جهود مشكورة ومآثر محمودة ومواقف مشهودة.

نم يا أبا عمار قرير العين هانيها في جنات الخلد والنعيم بإذن الله وفضله وكرمه، لقد تركت إرثاً كبيراً من الآثار التي تؤشر على فضلك وسبق قدمك في الخير، منه المكتوب فكانت تلك المؤلفات التي سطرها يراعك المشرق بالعلم الدقيق والفهم السليم وأنت المشهور بالوسطية والاعتدال، ومنها المسموع من خلال تلك الحلقات المشهورة والخطب المعروفة والمحاضرات المعلومة، ومنه الذي تركته في نفوس طلابك وأحبابك والمحيطين بك، ممن سيحملون نفس الرسالة والمنهج، ويمضون على درب الهدى، وأهم إرث خلفته يا أبا عمار تلك السيرة العطرة الممتلئة بصفحات النور ودفاتر العمل الإيجابي، قدوة على الطريق.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.

***************


الكلمة الثالثة:

بقلم: هيئة علماء فلسطين

 

تعزية بوفاة فضيلة الشيخ المجاهد المهاجر محمد فاروق البطل

قال الله تعالى: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } الأحزاب: 23

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

فإننا في هيئة علماء فلسطين تلقينا ببالغ الحزن والصبر والاحتساب نبأ وفاة فضيلة الشيخ المجاهد المهاجر محمد فاروق البطل

أحد علماء سورية الأجلاء والأمين العام السابق لرابطة العلماء السوريين وقد وافاه الأجل عقب حياة حافلة بالدعوة إلى الله تعالى وخدمة علوم الشريعة وتربية الأجيال ومجاهدة الطغاة والظالمين ونصرة قضايا الأمة وفي القلب منها قضية فلسطين.

وإننا في هيئة علماء فلسطين نعزي الشعب السوري الشقيق والأمة الإسلامية بهذا المصاب الكبير كما نعزي أهل الفقيد وذويه وإخوانه وأحبابه وتلاميذه، ونضرع إلى الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يرزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله وذويه وإخوانه الصبر الجميل إنه أكرم مسؤول، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

هيئة علماء فلسطين

1446/1/18ه الموافق 2024/7/24

 ****************


الكلمة الرابعة:

بقلم: د. حسين عبد الهادي

ليس لي إلا أن أقول: عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم بالأخ أبي عمار محمد فاروق البطل الذي توفى يوم الاربعاء 25/7/2024

في مدينة جدة التي أقام فيها حوالي 45 سنة منفيا من بلده سورية من قبل أجرم نظام طائفي حاقد على الإسلام عرفته البشرية. لا دين له ولا اخلاق ولا إنسانية

تعرفت على الشيخ الفقيد سنة 1966 في حلب ايام دراستي في الخسروية الثانوية الشرعية.

كان خير أستاذ وأفضل مربي وأفضل داعية بفكره وسلوكه ومواقفه وحنانه واهتمامه بإخوانه

كان صاحب رسالة ودعوة ورجل فكرة وعقيدة وجندي نظام وطاعة، كانت حياته هي الدعوة يعيش لها ولأجلها يحب إخوانه وبسأل عنهم ويستقبلهم بكل حفاوة وترحاب. كان قائدا وجنديا في ٱن واحد وهذه الصفة دليل الاخلاص والطاعة..

لم يكن ظاهرة صوتية فقط ولم يكن صاحب مظهر فقط وإنما كان. متميزا بالعمل الدؤوب، قام في فترة البداية لقلة الإقبال بحمل مشروع رابطة العلماء السوريين وحده في جدة ولن أتحدث عن التفاصيل.

كان يهتم بإخوانه في حل مشاكلهم لأنه بصفائه المتميزة كان له محبة في القلوب واحترام في النفوس.

استفدت منه كثيرا كمربي وأستاذ وداعية وصاحب حركة ونشاط، استفدت منه كيف كانت علاقاته مع إخوانه، قد أحاوره ولكن أسمع لتوجيهاته ولا أخالفها وأنفذها بصدر رحب

في بداية الثورة طلب مني أن أتفرغ فلبيت طلبه وقدمت استقالتي من جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة واستغرب رئيس القسم استقالتي فقلت له: عندي ظروف خاصة. وتركت السعودية وهاجرت إلى تركيا وأرجو الله أن يكلل الجهود بالنصر.

هذه هي الحياة لقاء وفراق وحزن وصعوبات على الطريق وعلينا أن نكمل المسيرة ثم يكون اللقاء عند رب رحيم..

أستاذي أبا عمار القلب حزين والعين تدمع وإنا على فراقك لمحزونون.

ولكن ليس لنا إلا أن نستسلم لقضاء الله وقدره بأن الموت حق بل ولادة جديدة لحياة جديدة

اخي وأستاذي أبا عمار لا أستطيع ببضع جمل أن أوفيك حقك فأنت علم وداعية ورمز وأخ كريم غيور محب لإخوانك..

وكلمتي الأخيرة أقول لك أستاذي أبا عمار: سأكمل المسيرة بكلل إخلاص وجندية ولن استسلم لتحديات الحياة مهما كانت صعبة ..

وسأبقى جنديا لدعوتي لا تضعفني المناصب والمنافع

وأعزي اول الفقيد وعائلته وأهله وإخوانه .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

**************

 

الكلمة الخامسة:

بقلم: علي صدر الدين البيانوني


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ننعي إليكم رفيق الدرب الأخ الحبيب الشيخ الدكتور محمد فاروق البطل رحمه الله، الذي لبى نداء ربه يوم أمس الأربعاء الثامن عشر من محرم الحرام 1446 الموافق للرابع والعشرين من تموز 2024

عظّم الله أجرنا وأجركم، وتغمده بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به في الفردوس الأعلى، على منابر من نور، مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين.. وحسُن أولئك رفيقا.. وألهمنا وأسرته الكريمة، الصبر والرضى وحسن العزاء

تعازينا الحارة لأسرة الفقيد وزوجته وابنته وأبنائه وإخوانه ومحبيه

إنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم


أبو أنس

علي صدر الدين البيانوني

 رابط الجزء الثاني