قسطل الحرامي...

الأستاذ عبد الله زنجير

لسبب واضح وحيد لن ينتفع الأسد الولد لا بالمدد التلمودي ولا الزرداشتي ، وهو أن ثورة السوريين : قضاء و
قدر
 
في موقعة حنين - 8 ه - كان القائد يقول ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) و تصحيح الذاكرة حرف جر إلى حشد الحقيقة و الشعاع ، بعيدا عن المجازفة و الزيف !! جاء في كتاب ( ثماني سنوات في سورية 1842 - 1850 م ) للرحالة الإنكليزي بيل ، أن أهالي قسطل الحرامي ثاروا ثاني أيام الأضحى في 16 / 10 / 1850 م و هاجموا المخفر و عسسه ، و أن الوالي ظريف باشا تغلب عليهم و عاقبهم بالسوط و الفلق . و في كوليرا سنة 1875 م كان يموت في حلب كل يوم 300 إنسان بالحد المتوسط ، و مطلع سنة 1911 م غمرت الثلوج عدة أمتار هذه البقعة و غيرها و مات خلق كثير من البرد ، و انقطعت الطرق و القوافل و السبل .. قسطل الحرامي في 2012 و 2013 م مارد في التمرد ، و مظاهرة 14 / 12 / 2012 م ليست الأخيرة أو المبرر لمجزرة 16 / 12 / 2012 م ، بل كانت صدى لمجزرة 2 / 12 / 2012 م و مقتل الطفلة و المرأة و من قبلهما في 23 / 8 / 2012م مقتل السيدة السبعينية رحمها الله
 
استشهد هنا أحمد الجلب و عبد الله حمامي و عبد الرحمن قرقاش و عمر الزين و محمد حاج أحمد و محمد يحيى علي و محمد حمامي و سواه ، لكن جامع قسطل الحرامي أو برد بك - المجدد أواخر القرن 15 م - ما زال يصدح بنداء الله أكبر ، رغم دماره النسبي في 18 / 8 / 2012 م
 
قسطل الحرامي ، حي عتيق يقع شمال باب النصر و شماله الحميدية و ميسلون ، و هو على الشرق من الجديدة العريقة يجاور قسطل المشط ( بناه قاسم بن المشط في 1047 ه ) سكني و فيه متاجر تقليدية و حمامات و خانات و قبر برد بك - تاجر الممالك السلطانية - الذي بنى القسطل و جر إليه الماء من القناة العامة بطريقة غير رسمية ، فسمي هذا المنهل بالحرامي ! و قيل أنه قسطل الحرمي نسبة للحرم الشريف و تجمع الحجاج في ساحته .. و القسطل كلمة يونانية معربة تعني مكان توزيع الماء ،  من العوائل هنا آل عبه جي و آل ورد و آل بركات و آل حجو ، أسرة الممثل المعروف عمر حجو
 
أورثني أبي - رحمه الله - محبة القسطل و الفرلق على طريق اللاذقية - لؤلؤة البحر المتوسط و متروبوليت سورية - غابات و جبال الفرلق و مياه القساطل العذباء كأنها هبطت من جنة السماء ، بحثت لها عن مكان فلم تجد غيره .. لله درها سورية
 
سورية الحورية و الحرية

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين