عُذرًا إذا ماصلاحُ الدِّينِ عادَ لنا = وسيفُنا كانَ للأغرابِ مُرتَهَنا
عُذرًا إذا ما غُلاةُ العالمين أتَوا = لسلْبِها واسْتباحوا حولَها المُدُنا
عُذرًا إذا اتّحدوا رغْمَ العِداءِ ، بِنا = ونَحنُ نزرعُ فيما بيننا الإحَنا
أغرَوا بِنا بَعضَنا كي نسْتكينَ لهم = وبَعضُنا لم يكنْ في سعيه فَطِنا
عُذرًا لِمَحبوبَتي السَّمْراءِ ، إنْ خُذِلت = مِن أمّةٍ ألِفت جلبابَها العَفِنا
فَفي معاني العُلا تَجترُّ سالفَها = وفي دُجى ذلِّها تَستعذبُ الوَهَنا
كَم قاوَمَت مزْعَ ثوبِ الكِبْرياءِ وكم = قد وَلْولَت ، واسْتباحوا طبعَها اللّدِنا
عذرا من المسجد الأقصى ، فقد مُحقت = فينا النفوسُ التي لم تحذرِ الزَّمَنا
يباركُ العُرْبُ سِرًّا ذبحَ قُبّتِه = والسِّرُّ ياقدسُ فينا يَمقُتُ العَلَنا
سُيوفُنا قد تَربَّت في الظِّلال وقد = عبّت مِنَ الذُّلِّ ماأغْرى بِنا الجُبَنا
عاشَت بِظِلِّ رَخاءِ الفاتحين وكم = أورى الغزاةُ على أغْمادِها فِتَنا
ياثالثَ الحَرمَينِ العَيْنُ ماهَجعَت = مُذ قيلَ : إنَّ صلاحَ الدِّينِ قد جَبَنا
ياثالثَ الحَرمينِ ، العينُ مارقدَت = وفارقَت مُنْذُ فجرِ الفاتحِ الوَسَنا
ماعادَتِ القُدسُ جُرحَ المُسلمينَ وفي = بغدادَ يَصقلُ كسرى للرَّشيدِ قَنا
ونخلُ بغدادَ ما غنّى له بردى = إلا وألقَى لَهُ عَبرَ المَدى أذُنا
وشامُنا ياصلاحَ الدينِ قد نَسَجوا = لها على الذّلِّ أثوابَ الرَّدَى كفَنا
وفي طرابُلْسَ تبكي العينُ مِنْ ألَمٍ = وقد نَعَت في المَآسي لِلوَرى عَدَنا
وخيلُنا ياصلاحَ الدِّينِ قَدْ حرَنَت = ولم تعُدْ لِلْمَعالي تَتبَعُ الرّسَنا
وجِلدُنا ياصلاحَ الدِّينِ مِنْ صَلَفٍ = عَلَى التَّعاظُمِ في الأوْهامِ ضاقَ بِنا
يادمعةً في عُيونِ الكبرياءِ لها = دَمْعٌ على كلِّ خدٍّ في الدُّنا هَتَنا
رَسا بكِ القلبُ أنْ طافَ الوجودَ هوًى = واختارَ مَسْراكِ في دُنيا الهَوى وَطَنا
لاحقَّ في الكونِ إلّا ماتقرِّرُه = يداكَ بالسّيفِ لا مايُرتَجى مِنَنا
فالحقُّ ما قالَ حدُّ السّيْفِ في ثقةٍ : = هذا لكَ اليومَ ياهذا وذاكَ لنا
وليس تُبصرُه الدُّنيا إذا انطفأت = عيونُ سيفِكَ ، أو قد كان مُمْتَهَنا
فأين من لاتهابُ المَوْتَ سطْوتُه = والسّيفُ يَزهو بهِ إنْ قال : نحنُ هُنا ?
يَعنو له المَوْجُ ما رامَ العُبورَ إلى = شَطِّ الحَياةِ ، وفيها يُحرِقُ السُّفُنا
ويعقرُ العيسَ إن جاز الفلاة ومن = قوافل العيس يدني الماء والمؤنا
حتى إذا صانها ممن يراودها = أرسى لمن بعده في حفظها سننا
غداً يَعودُ صلاحُ الدينِ فيكِ فتًى = وفيهِ تبْقَين في وجْهِ الحَياةِ سَنا
يُعيدُ لِلشّامِ ثوبَ الكِبْرياءِ ومِنْ = شُموخِهِ فيكِ عشقاً يرسُمُ اليَمَنا
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول