طهران قصدهم وهي السبيل تحذير لحملة المشروع الإسلامي من العناق الأمريكي – الإيراني - العربي

 وأخيرا وبعد الزيارة ( الناجلة ) التي قام بها أوباما للعربية السعودية والتي قطع بها الجدل الدائر حول الدور الإيراني في المنطقة ، ومكانتها في استراتيجية التنحي الأمريكية . فإيران في المنطوق الأوبامي الجديد : دولة قوية مكينة . والإيرانيون شعب ذو خلفية حضارية ( كلام له خبء ) وهم استراتيجيون عمليون وسياسيون براغمتيون بارعون قادرون على التقاط معطيات اللحظة ، وجديرون بالثقة ، وأهل ليعتمد عليهم في ضبط المنطقة ، وإشاعة الاستقرار فيها . وقد قرر الأمريكيون أو الرئيس أوباما بشكل خاص اعتمادهم كمرجعية أمريكية لحكام المنطقة وشعوبها . أو حسب تعبير أوباما إعطاؤهم فرصة تجريبية لإثبات الصلاحية ، وعلى الجميع أن يقر بذلك ويعترف به وينخرط فيه ..

بهذه الكلمات جاء أوباما إلى العربية السعودية وبمثلها خرج ، وترك من ورائه من الحكومات العربية في أمر مريج . وسقط بأيدي الكثيرين منهم ولاسيما أولئك الذين كانوا يظنون أن الطريق إلى ( المخدع ) الأمريكي بتقديم المزيد من التنازلات ولو وصلت هذه التنازلات إلى حد وصم سواد عام كبير من أبناء الأمة بالإرهاب ، أو تجريم أفعال تطوع أفراد للقيام به حيث عجزت أو قصرت تلك الدول ..

ترك أوباما رسالته على الطاولة وغادر المنطقة ، التي تركها في الوقت نفسه ولاسيما في ساحتها النازفة ( سورية ) حقلا لتجربة النجاح الإيراني في ( فرض الاستقرار ) على طريقتهم حيث كان وزير الخارجية الإيرانية نظيف بالأمس يقول لرديفه الروسي : لولا روسية وإيران لحلت الكارثة في سورية .

ومن المتوقع أن تفوض الولايات المتحدة لإيران بعد نجاحها في فرض الاستقرار في سورية ، وإنْ بالبراميل المتفجرة المحشوة مع البارود بالغاز السام ، صنع السلام في فلسطين بعد أن أعلن وزير الخارجية الأمريكية سأمه من متابعة الطريق ..

وأمام الأمر الواقع الذي فرضته الولايات المتحدة على المنطقة باعتماد إيران والولي الفقيه فيها : ( قائمقام ) بأمرها ، ومرجعية سياسية وثقافية بإذنها ، بدأ بعض المستور ينكشف ، وبدأ تيار الدم المشبع بغاز كربون الخوف يتجه إلى رئة الولي الفقيه ليتطهر من خلالها ..

قد لا يتسع مقال محدود المساحة لرصد التصريحات المتكاثرة لمسئولين وصناع سياسة عرب يتحدثون عن مكانة إيران ، وعن الدور الإيراني كما لا يتسع مقال لرصد ذبذبات ثقافية ودينية أوحي إليها أن تستعيد لغة  ( المداهنة العقائدية والسياسية ) .

بالأمس كان ( ولي الأمة ) الفقيه الذي تولاه الجميع بعد أن وصم كل من خالفه بالإرهاب ، يتجاوب مع الغزل ( الذي يذوب عشقا فيه ) يدعو أبناء الأمة جميعا إلى الاحتفال بمولد السيدة ( فاطمة ) . السيدة فاطمة التي تبرأ من قتلة الأطفال براءتها ممن قتل ريحانتها الحسين .

وعلى الوتر نفسه عزف بالأمس السيد رفسنجاني في حضرة السفير السعودي مستجيبا للدغدغة بالطريقة التي تابعها كل المتابعين . يبدو أن ( النوتة ) إياها لم تصل بعد للسيد المالكي حمامة السلام في بغداد لينوح بموجبها كما يقتضي دور التقيّة الإيراني الجديد أن ينوح ..

إن المستجد الجيوسياسي في المنطقة ، وقد استسلم له المستسلمون ، يفرض على حملة المشروع الإسلامي في المنطقة أن يجددوا عهدهم مع ربهم ، ثم مع شعوبهم بالتأكيد على حنفية مشروعهم وعلى عصريته و انفتاحه . وأن يأخذوا أهبتهم للرد عن مشروعهم وعن أنفسهم من هجمة عنيفة ذات ثلاث شعب . إذ عليهم في هذا المرحلة من الصراع أن يقاوموا المشروع ( الصهيو- أمريكي ) في مسلاخه الجديد ، المسلاخ الإيراني وتوابعه في العراق وفي لبنان وحيثما وجد للولي الفقيه تابع أو مريد . وأن يقاموا هؤلاء ( الجبارين الخوارين )، الجبارين على شعوبهم وعلى بني جلدتهم ، والخوارين أمام أعداء دينهم وحضارتهم وأمتهم وشعوبهم . وعليهم ثالثا أن يقاوموا بوضوح وبلا تردد ولا لجلجة هذا العلق الذي علق بمشروعهم من الغلاة و المتطرفين الذين (( يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ )) .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين