سوريا .. أم السوريين

 

      قد تكون سوريا ضاقت اليوم بأبنائها، وقد تكون أرضها أصبحت اليوم جحيما لا تطاق، وقد تكون ألمانيا ميركل قد فتحت أبوابها لكثير من المهاجرين السوريين الذين تقطعت بهم السبل، وأغلقت معظم الدول أبوابها في وجوههم....

      ولكن، وبرغم كل ذلك تظل سوريا أمهم الحنون، والصدر الحاني الذي يلجؤون إليه، مهما تجبر فيها الطغاة، ومهما ظلمها الظالمون، ومهما اندفع إليها القتلة وشذاذ الآفاق، فالتراب ترابنا، والأرض أرضنا، والسهل سهلنا، والجبل جبلنا.

أما الطغاة والغزاة فمصيرهم الموت أو الانكفاء إلى بلدانهم التي لفظتهم.

  فيا أيها المهاجرون قسرا، الفارون من براميل الموت، الحالمون ببعض أمان، الباحثون عن لقمة غير مغمسة بدم..

        لا أجرؤ أن أقول لكم:

التزموا أرضكم، ولا تغادروها، وتمسكوا ببيوتكم، ولا تهاجروا، وأنا أعلم الدمار والموت الذي تعانون.

      وأستحيي أن أقول لكم:

دافعوا عن بلدكم، وقاتلوا عن ترابكم، وأنا أتنعم في بلاد الغربة، بعيدا عن أرض الرباط، أتقلب بين أعطاف نعمتي الأمن والرخاء.

      ولا يهون علي أن أقول لكم:

لا تتركوا أرضكم وحقلكم وشجركم للقاتل والغاصب والمجرم والسارق والمرتزق، وأنا أعلم أن ثمن ذلك قد يكون الموت أو الخوف أو القلق والعذاب.

ولا أستطيع أن أقول لكم:

حاذروا الهجرة إلى أوروبا والغرب، وأنا أعلم أن بلاد العرب أغلقت أبوابها في وجوهكم، أو ضاقت بكم، أو تاجرت بوجودكم.

      ولكن أقول لكم:

حافظوا على دينكم، وعلى أنفسكم،  وعلى أولادكم، واحتفظوا معكم ببعض تراب سوريا، فلعلكم تتذكرونها بعد طول لأي وغربة، فيعطفكم الحنين إليها.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين