سلوكيات لا تليق بالصائم


ـــــــــــ
نور الطاعة يظهر على وجه الصائم، فترى فيه ملامح الإيمان واليقين، وتظهر عليه السكينة وإشراقة التقوى، وحسن التعامل ورقي الأخلاق.
الأصل أن عبادة الصيام فرصة هامة للتغيير ، ابتداء من تقوية الإرادة وتدريب النفس على الممانعة في وجه الشهوات والمغريات، وهو فرصة لتهذيب النفس ومجاهدتها، كما أنه فرصة لتبديل بعض الأشياء غير الجيدة في حياتنا: فرصة لمدمني الدخان أن يقلعوا عنه نهائيًّا، وفرصة لمن تعودوا هجر المصحف أن يرتبوا على أنفسهم قراءة جزء يوميًّا، وفرصة لمن يتقاعسون عن الذهاب إلى المسجد وعن قيام الليل أن يبدءوا عهدًا جديدًا مع الله تعالى.
#‏فرق_بين_الصورة_والحقيقة، ليس المطلوب صورة الصيام ولكن حقيقته، التي تتمثل بصيام الجوارح كلها لله، وإلا وقع في الوعيد الشديد الوارد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" رواه ابن ماجه
وصدق ذلك الشاعر عندما قال:
إذا لم يكن في السمع مني تصامم ***وفي بصري غض وفي منطقي صمت
فمالي من صومي سوى الجوع والظمأ***وإن قلت: إني صمت يوما فما صمت

#‏وهذه بعض السلوكيات التي لا تتناسب مع الصيام:
1- التحرز من المفطرات الحسية كالأكل والشرب والجماع وعدم التحرز من المفطرات المعنوية كالغيبة والنميمة والكذب واللعن والسباب وإطلاق النظر إلى النساء في الشوارع والمحلات التجارية
2- ضيق الخلق، والتوتر والنفرزة لأتفه الأسباب ، ثم يقال : دعه فإنه صائم، وكأن الصيام مبرر لهؤلاء في التجاوز وسوء الأخلاق.
3- اعتقاد البعض أن شهر رمضان فرصة للنوم والكسل في النهار والسهر في الليل، وفي الغالب يكون هذا السهر على ما يغضب الله عز وجل من اللهو واللعب والغفلة والقيل والقال والغيبة والنميمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها إلا في خير، والمصيبة العظمى النوم عن أداء صلاة الفجر في وقتها.
4- التناقض في السلوك والمظهر فالبعض يصوم ولكن إن كان موظفا فيهمل في واجباته، وإن كان امرأة متبرجة فتستمر في الخروج على نفس المظهر.
5- في رمضان تزداد مصروفات الأُسَر؛ لِمُجابَهة الشَّراهة الاستهلاكية، ونهَمِ التسوُّق والإنفاق المرتفع؛ إذْ يتحوَّل النوم إلى النهار، والأكل والزيارات والتَّجوال في الشوارع وارتياد المنتزهات إلى الليل، ويَستهلك الفرْدُ في وَجبتي الإفطار والسحور أضعافَ ما كان يَستهلكه في ثلاث وجبات قبل حلول رمضان المبارك.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين