رص الصفوف

        لا يكاد يمر علينا مطلع صباح إلا وهناك خبر عن تشكيل كتيبة مجاهدة، أو فصيل مقاتل، أو لواء ثائر، أو تجمع مناهض، أو تكتل معارض، أو اتحاد مساند. 


       وكل ذلك - بلا شك - جهود طيبة، مدفوعة بنيّات حسنة، وأهداف نبيلة، تنمّ عن رغبة في الجهاد، أو مساندة المجاهدين.
        ولكن، ألا ترون أن النصر لا تصنعه النيات الحسنة؟ وأن الحرية الحمراء لا تستجلبها العواطف الجياشة؟  وأن الحسم لا يرسمه المشتتون؟.
       إن القضاء على نظام تجذر منذ عشرات السنين، وهو يقاتل من أجل البقاء، مدفوعا بأحقاد تاريخية، مدعوما من قوى عطلت عقول أتباعها؛ لينساقوا وراءها بعقلية القطيع، لا يمكن أن يتم إلا بالاتحاد، ورص الصفوف، ووحدة الكلمة والفكر والعاطفة والهدف. 


صحيح أن ذلك صعب في الثورات الناشئة، ولكنه ليس بمستحيل، إذا حسنت النية، وصدقت الإرادة، وكان الهدف نصرة الله، لا نصرة الذات والجماعة والفصيل، ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ).
       فهل نكون من هؤلاء الذين يحبهم الله؟

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين