في الدنيا حالات
عجيبة من انقلاب الموازين سواء في المجال العملي أو السلوكي والأخلاقي، وحين تضطرب
الموازين يكون المجتمع قد وضع نفسه موضع الهلاك، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم
الحريص على الناس جميعا حيث أرسله الله رحمة للعالمين يقول:" إن أناسا من
أمتي يشربون الخمر، يسمونها بغير اسمها" فهذا أنموذج من الانحدار الأخلاقي
على المستوى الفردي لينتقل إلى المستوى الجماعي.
- وقد سمّى الناس
الخمر بالمشروبات الروحية من أجل إقناع أنفسهم بأن شربها حلال غير حرام.
- استحل الناس الربا بتسميتهم إياه فوائد
بنكية.
- واستحلت النساء السفور بتسميته موضة.
وأشياء كثيرة من هذا
القبيل الذي يُدرك أولها ولا يُدرك آخرها، وعالم اليوم مليء بمثل هذه الأمور، لكن
ما أود الحديث عنه هو موضوع الإرهاب وما يتعلق به، فالأمم الغربية تكاد تطبق على
وصف الأمة الإسلامية بالإرهاب وأن الدين الإسلامي هو الذي يصدر الإرهاب-سواء صراحة
أو ضمنا-، وقد اقتنع كثير من المفتونين من أمة الإسلام بهذا الأمر لأن المتصدر
لهذه الحكاية هو أمريكا ومن لف لفها، لأنها وضعت نفسها شرطيا للعالم وخنع العالم
لما تريد فكان ما أرادت.
- هذا الشرطي ومن
معه لم يروا طيلة خمس وسبعين سنة ما يجري لأهلنا في فلسطين من التقتيل والتشريد
والتهجير لأنهم مسلمون!
- هذا الشرطي ومن
معه لم يروا ما يحدث للمسلمين في بقاع الأرض الأخرى مما تستحي البشرية اليوم أن
تقول إنه حصل في زمانها، لا لشيء إلا لأنهم مسلمون!
- هذا الشرطي ومن
معه لم يروا اختطاف الأطفال المسلمين من بين آبائهم وأمهاتهم بحجة أنهم لا يصلحون
لرعاية الأطفال، ويقوم المختطفون بإرسال هؤلاء الأطفال إلى مجموعات من المثليين
والشواذ الذين لا أخلاق لهم ليعتنوا بهم، هل تعلمون لماذا يحدث هذا؟ هذا فقط يحدث
لأن هؤلاء مسلمون!
- هذا الشرطي ومن
معه لم يروا ما يحدث من التنكيل والقمع لعلماء الإسلام في بلدانهم تحت ضغط خفي
وعلني من هذا الشرطي ومن معه، ولم يروا ما تصنعه الحكومات العميلة معهم بجة أنهم
إرهابيون، أتدرون لماذا هذا؟ لأنهم مسلمون!
- هذا الشرطي ومن
معه لم يروا ما يحدث للشعوب المسلمة من البؤس والجوع بسبب عدم السماح لحكوماتهم
العميلة باستغلال موارد أرضهم وخيراتها، وليبق هؤلاء يلفهم الجوع لفّا لأنهم
مسلمون!
- هذا الشرطي ومن
معه لم يروا تبديد الحكومات العميلة لهم أموال الشعوب وإغراقها في الديون حتى تبقى
تستجدي منم ما يقيم أود الشعوب فقط لأنهم مسلمون!
- هذا الشرطي ومن
معه يسمحون لكل بلدان الدنيا أن تطبق القوانين التي تأخذها من دينها وأن لها
الحرية الكاملة في ذلك ما عدا أمة الإسلام فلا تسمح لهم بذلك، ولا ينبغي لهم مجرد
التفكير بالاحتكام إلى دينهم، ولا ينبغي لهم أن يفكروا في شيء اسمه الحرية هذا فقط
لأنهم مسلمون!
- هذا الشرطي ومن
معه لم يروا الجهلة والشواذ الذين يريدون أن يوقعوا العالم كله في الدمار فيسمحون
لهم بسن القوانين التي تحارب الله وتحارب الفطرة الإنسانية، ويفرضوا على أمم الأرض
هذه القوانين الباطلة بحجة الحريات، ويقفون دون دين الإسلام الذي يحافظ على الفطرة
ويتهمون المسلمين بأسوأ أنواع التهم، ليحققوا أهواءهم وشهواتهم، فقط لأنه دين
الإسلام!
فهل عرفتم أيها
المسلمون من هو الإرهابي والذي يشجع على الإرهاب، إنهم يريدونكم أن تتركوا دينكم
لأنهم لا يريدون أن يسمعوا من يقول لهم أنتم مخطئون، ومن هو الذي سيقول لهم ذلك
سوى المسلمين! ولا يريدونكم ولا يريدون دينكم لأنه الدين الوحيد غير المحرّف الذي
يحافظ على الإنسان من الانجراف إلى الانحدار الشيطاني والشهواني، فهل تفيقون من
هذه الغفلة وتعودون إلى دينكم الذي سيحوطكم بالأمان من هذا الانحدار وهذا التخلف؟
وصدق الله القائل:" إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله
فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون"
فاللهم إنا نسألك أن تعجل بهزيمة هؤلاء الشياطين وأن تنصر دينك والمؤمنين بك
اللهم هل بلغت؟
اللهم فاشهد
تلك نفثة مصدور على
صفحة تملؤها السطور
الثلاثاء 13/6/2023م
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول