قالوا: يوم المَرأة
العالميّ..!!
إنّها حضارة الزيف
والكذب بامتياز.. يفسدون حياة المَرأة في جميع شئونها، ويتاجرون بجسدها وأنوثتها،
ثمّ يدّعون الدفاع عنها بيوم زور وبهتان.. ويدمّرون الطفولة بكلّ كيانها.. ثمّ
يتباكون عليها بيوم كذب ونفاق.. ويتفننون في قتل الإنسان واستعباده، والمُتاجرة به،
وسرقة عقله وجسده، ثمّ يعلنون الدفاع عن حقوقه.. إنّها نظام مرد على الدجل في جميع
شئونه.. وهو أوّل عدوّ للإنسان وأخطر عدوّ عليه..
وأسوأ من ذلك كلّه
أنّهم يستجرّون البسطاء والمُغفّلين من أبنائنا ليسوقوا لهم هذه الوقاحات
والأكاذيب.. ويقنع أنفسهم بعض هؤلاء المُغفّلين أنّ هذه الأمور لا تتعارض مع ديننا
وقيمنا، فلا حرج علينا أن نحتفي بها، وندعو الناس إليها، فنحن أولى بها منهم..
ومثلهم في ذلك كمثل إبليس عندما يفتضح بين الأنام بشرّه وإفساده يلبس لهم لبوس
العابدين الناسكين، ثمّ يقول للناس المُغفّلين: (يا عبادي ! قولوا: لا إله إلاّ
الله تفلحوا.. ) فيمشي وراءه الحمقى والمُغفّلون، وهم يردّدونها.. ثمّ يميل بهم
شيئاً بعد شيء حتّى يغمس بهم في حمأة إثمه وبهتانه، وفساده وطغيانه..
إنّ أعجب العجب
أيّها الناس.!
أن يدعونا فاجر إلى
الطهر، وعاقّ إلى البرّ، ولصّ خائن إلى الأمانة، وأن يلقي علينا دروس الطهارة مَن
هو غارق في أنواع القذارة.! وأعجب من ذلك كلّه أن يستجيب له بعضنا بحجّة أنّ الأمر
بحدّ ذاته خير لا ينازع في خيريّته منازع، والحكمة ضالّة المُؤمن.! ويغفل هؤلاء عن
أنّ وراء الأكمة ما وراءها، وأنّ دعوة هؤلاء أشبه بدعوة الشيطان إلى شيء من البرّ
أو الذكر..! وعن أنّ المُؤمن الحقّ حذر واع، لا يخدع عن الغايات والمَقاصد، ولا
يستجرّ إلى الباطل ببعض الحقّ، وإلاّ فيكون ممّن يشرب السمّ المَمزوجَ بشيء من
العسل، وينتظر منه العافية..!
كما يغفل هؤلاء
أيضاً عن أنّ مقصد القوم الأكبر أن تبقى الأمّة في أسر الذيليّة والتبعيّة، تدور
حيث يراد لها أن تدور، كما يدور العبد دائماً حول مراد سيّده..!
اللهم إنّا نبرأ إليك من كلّ عادات الغرب وتقاليده، ونسألك لأمّة الإسلام عودة راشدة إلى دينك وهدي نبيّك ﷺ، وأن تعصمنا من مضلاّت الفتن ما ظهر منها، وما بطن. والحمد لله أوّلاً وآخراً..
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول