تعاتبني على دوما الحروف

تعاتبني على دوما الحروفُ

ويغلبني التأوّه والوجيف

 

وتسبق عبرتي الكلماتِ تترى

ويُدميها التحسّر والنزيف

 

وكنت أُكابِر الآلام لكن

تولّتني، فأقْصدتِ الصُّروف

 

رزايا لو أناخت فوق طود

لضاق بحملها الجبل المُنيف

 

ترصّدها الحِمام وغوطتيها

وفي أرجائها رعب مخيف

 

فيالَصِغارها الزُّغْب الحيارى

وقد خرّت على الفرُش السقوف

 

نيامٌ والدم السيّال يهمي

وأشلاءٌ تهدهدها السُّجوف

 

وأنّاتٌ تكتِّمها صخور

يموء بشجوها طفل ضعيف

 

ينادي والأب المسكين خارت

عزائمه وبينهما حتوف

 

فمَن للباكيات وقد ترامت

أمام عيونها تلك الصفوف

 

ومَن يندبْنَ والأكفان أهلٌ:

رضيع ناعم، وأبٌ عطوف

 

رووا بدمائهم أشجار دُوما

وروّتهمْ بدمعتها القطوف

 

تضرّج ياسمين الشام منهم

وأُشرِب بالدم القاني الرغيف

 

بكَتْهمْ خافقاتُ الطير حزناً

وأَسبلتِ السحائب والجُروف

 

رثيتهمُ وهل يكفي رثاءٌ

ونُحْتُ لهمْ وهل تكفي الحروف

 

مضوا كالطيف نادتهم جِنانٌ

وزفّتهم ملائكةٌ تطوف

 

بكيناهم وبعض الدمع وعد

بأن الثأر تحسمه الألوف

 

فقل للمجرمين: اليومَ أمرٌ

وبعد غدٍ لهم أمرٌ مخيف

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين