بَشِّروا ولا تُنفِّروا 

عنوان منشوري هذا جزء من حديث شريف صحيح

فمن خلال اطلاعي على ما ينشره أكثر السوريين على صفحات التواصل في محنتهم القاسية تكوَّن عندي انطباع أن أكثر ما يكتبونه إيجابي.

حيث إن القاسم المشترك بين هذه الرسائل أمور : التمسك بالدين وبالقيم والثوابت ؛

الحنين إلى الوطن ؛ حسن الظن بالله عز وجل ؛ عدم اليأس ؛

كما أن قسما من هذه الرسائل مصدره التراث العلمي الهائل الموجود في كتب أعلام هذه الأمة رحمهم الله تعالى سواء كان قولا أو حكمة أو قصة فيها عبرة ومغزى

فهذا الأخ يلقي الضوء على معنى جديد لآية من القرآن الكريم لم ينتبه له غيره، أو يتوصل إلى معنى مستفاد من قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وذاك يكشف النقاب عن وجوه السيرة النبوية الشريفة المشرقة او عن حكم فقهي

والمهم أنَّ الثقافة الدينيَّة هي الغالبة على هذه الرسائل، بل هي لُحمتها وسُداها

وهذا تراه جليًّا في أكثر كتاباتهم سواء كان من يكتب أو ينسخ عالما أو طالبا أو حتى من عامة الناس فالأغلب والحمد لله وجَّهته المحنة إلى الفرار إلى الله عز وجل واستنتاج العبر والمواعظ ممَّا حدث كما زادته المحنة تمسكا بدينه وثباتا على مبادئه.

علما أن المفروض أن يكون العكس بحيث يغلب على كتاباتهم الإحباط واليأس والتنكُّر للدين الأمر الذي لا تكاد تراه إلا من فئة قليلة بعيدة عن توجه الأمة العام أو فئة حاقدة ماكرة متربصة بالمؤمنين تريد أن تفتَّ في عضدهم

فما دام السوريون يؤمنون أن ما أصابهم هو قدر من الله عز وجل ويعتبرون أن الذي نزل بهم ابتلاء واختبار فهم على الجادَّة بإذنه تعالى

لذلك فإني مستبشر بأن المعاني العظيمة التي يدورون في فلكها ويأرزون إليها سوف تصحِّح لهم المسار، وتنير لهم الطريق

وآمل أن لا يمل أصحاب هذه الرسائل من الكتابة ما دامت طيِّبة وجيدة ولا تنظر أخي إلى كثرة أو قلة جمهورك والمعجبين بك

فلو أنك أفدت شخصا واحدًا فهو أمر جيد

وقد جاء في الحديث الشريف الصحيح أنه ( يأتي بعض الأنبياء يوم القيامة، ويتبعه شخص واحد ليس معه غيره، وآخر يتبعه الرجلان والثالث معه الرهط) الخ حتى يكون نبيُّنا صلى الله عليه وسلم أكثرهم تبعا.

اللهم وما قضيت لنا ولهذه الأمة من قضاء فاجعل عاقبته خيرا و رشدا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين