الشيخ عبد الكريم الكحلوت مفتي غزة رحمه الله تعالى

ولد العلامة الشيخ عبد الكريم الكحلوت في قرية نعليا في 15 ديسمبر 1935. 

 وهاجر مع أسرته إلى غزة عندما وقعت كارثة #‏فلسطين عام 1948

أنهى علومه الدراسية في المعاهد الأزهرية في #‏مصر عام 1960، وحصل على ليسانس الشريعة والقانون من #‏الأزهر عام 1966، وتتلمذ على أيدي علماء الأزهر أمثال الشيخ محمود وفا، الشيخ أحمد عبد القادر الماوي، والشيخ طه الساكت، والشيخ محمود شهدة، والشيخ محمد ضيف الله.. وغيرهم.

عين عام 1971 مدرساً بالمعهد الديني الأزهري بغزة لمـدة 23 سنة، واختير خلالها موجهاً للمواد الشرعية واللغوية بالمعهد الديني لمدة 8 سنوات، وكان أميناً للجنة #‏الفتوى بالمعهد لمدة 10 سنوات، واختير عضواً في لجنة اختيار المدرسين للمعهد لمدة 15 سنة.

 وفي عام 1978 عين مدرساً بالجامعة الإسلامية بغزة لمدة ثمانية عشر عاماً حتى عام 1996، واختير مقرراً للجنة المناهج في الكلية الشرعية بالجامعة الإسلامية، كما عمل في عام 1994 مدرساً بجامعة الأزهر بغزة لمدة أربعة أعوام، وعمل إماماً وخطيباً وواعظاً بوزارة الأوقاف منذ عام 1967 حتى فترة قريبة من وفاته.

 واختير عضواً في لجنة تعيين أئمة المساجد والوعاظ والخطباء بوزارة الأوقاف.

 وتخصص في تدريس الكثير من المواضيع الدينية ومنها: (البلاغة – الأدب – الفقه – الحديث - التفسير – المواريث – أدب البحث والمناظرة – تفسير آيات الأحكام – أحاديث الأحكام – تاريخ التشريع – النحو)، وأصدر خلال هذه الفترة الكثير من النشرات والمقالات والكتيبات والكتب في المواضيع الدينية المختلفة ومنها: (الحج والعمرة - الصيام - التفسير: سورة الحجرات، سورة الكهف - علوم البلاغة).

تخرج على يديه المئات من الطلبة والطالبات في مختلف التخصصات، فمنهم علماء الدين، الأطباء، المهندسون، المدرسون والأكاديميون الذين زخرت بهم الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر، ومختلف مرافق الحياة، بالإضافة إلى مئات الخريجين من الجنسين الذين يعملون في الأقطار العربية.

منذ نشأة كلية الدعوة عام 2004 عمل محاضراً فيها.

 وفي عام 2005 عُين عميداً للمعاهد الأزهرية بفلسطين بموجب مرسوم رئاسي صادر عن الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2005، كما تقلد الشيخ وظيفة الإفتاء، فعين مفتياً لمحافظة غزة خلال الفترة (1994-2006)، وأثبت من خلال هذا الموقع جدارة العالم المدرك، فكان أعلم أهل فلسطين بالحلال والحرام، وكان بهذا الاعتبار عضواً في مجلس الفتوى الأعلى بفلسطين منذ عام 1994 إلى يوم وفاته

*من أشهر فتاويه المعاصرة

فتوى تعليقاً منه رحمه الله عن غناء أحد المشاركين الفلسطينين في برنامج للغناء بقوله: "أن التصويت للمطربين المشاركين في المسابقة الدولية هو إثم سواء كان فلسطيني أو اى جنسية أخرى ،وأضاف المفتى الكحلوت :" كل من يصوت ويشارك في هذه المسابقات هو أثم ، وفلسطين لا ينقصها أغنية وطنية ، بل ينقصها رجولة وإخلاص "

 

وعلق المفتى الكحلوت على حملة وزارة الداخلية بغزة ضد العملاء والمتخابرين قائلا: " ليس للعميل توبة لان العميل مرتد ولا تجوز له التوبة، وإذا ثبتت عمالته يجب قتله "، في حين أكد المفتى أن المتخابرين القاصرين يجب أن تتبناهم جهة حكومية وترعاهم فترة من الزمن وبعدها تجوز له التوبة ،والحكم الرسمي للعميل هو مسؤولية الحاكم حسب ما يراه مناسبا .

 

ووجه المفتى رسالته للشعب الفلسطيني الذين ينهالون يوميا عليه بالاتصالات محاولين الالتفاف على القضايا الدينية للاقتراض من البنك قائلا: " القرض من البنوك حرام شرعا حتى لو جر القرض نفعا فهو حرام ". 

 

وقد وافته المنية مساء الإثنين   24 ربيع الآخر 1435الموافق 24 فبراير 2014عن عمر يناهز 79 عاماً، بعد تدهور حالته الصحية ورقوده في العناية المركزة بمستشفى الشفاء بغزة منذ 3 أيام ،

وتم تشييع الشيخ الكحلوت بعد ظهر يوم "الثلاثاء " 25 ربيع الآخر 1435من أمام مسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة.

 

وقد ذُكرت لحظات إرتقائه الأخيره إلي بارئه علي لسان أحد أقربائه "سامي الكحلوت "على موقع التواصل الإجتماعي الخاص به حيث جاء فيها :" وانا اشهدكم يا ابناء عمومتي وانا ارافقه في المستشفى اليوم وفي سيارة الاسعاف وفي بيته على فراشه ...كان يقول: ياالله يالله يالله ...لا اله الا الله ...كان يهمس بصوت خافت بها .....عظم الله اجركم ...

ورحم الله شيخنا ...واسكنه فسيح جناته ...وانا لله وانا اليه راجعون