الزيارة في الله (3)

إطلالة ثالثة على الزيارة في الله عز وجل وإعادة للحديث الشريف الصحيح حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنَّ رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله تعالى على مَدْرجته ملكاً، فلمَّا أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال: هل له عليك من نعمة تربُّها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.

وحتى يؤتي التزاور أكله

١- أؤكد مرة أخرى على عدم تكلف المزور للزائر ذلك أن التكلف يقطع هذا الخير الذي هو التزاور، ويحرج من يطلب زيارتك وحتى لا يكون فيها حظ لنفس الزائر اضف إلى ذلك الضائقة التي يمر بها كثير من الإخوة كما هو ملموس ومحسوس

٢- قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( طوبى للمتزاورين فيٓ) ومعلوم أن كلمة متزاورين تقتضي أن يزورك من تزوره لأن ألف المشاركة تقتضي وقوع الزيارة من الطرفين فكما أن أخاك بادر وطلب زيارتك فليكن منك رد لزيارته ولا شك ان المبادرة الاولى منك فيها فضل كبير.

٣- رحم الله من قال( الواجبات اكثر من الأوقات ) لذلك أرى في هذه الأيام التي ضاقت الأوقات فيها عن الواجبات الكثيرة وتعقيدات الحياة أن لا تكون الزيارة طويلة وليختصر وقتها بحيث لا تأخذ أكثر من تفقد واطمئنان عمن تزوره.

٤- وممَّا يساعد في اختصار وقتها أن يضبط وعدها و بدؤها وختمها وعلى الدقيقة.

٦- ومما وجدته يساعد على الزيارة في الله أن تكون الزيارة قصيرة وفي اوقات الذهاب إلى العمل صباحا بحيث تكون قبل بداية دوامك بنصف ساعة تقريبا أو بعد الفجر مباشرة ولكل ظروفه، لكن يشترط ان لا تاخذ من أوقات بيوتنا وأهلنا وأعمالنا وعباداتنا وأورادنا أكثر من اللازم لها.

٦- زيارات ما بعد العشاء تأخذ وقتا طويلا ويحصل فيه تكلف.

٧- يبقى موضوع الزيارات العائلية وكلفها ومحاذيرها فهذه لها بحث آخر قد يطول

وختاما: استكثروا من الإخوة في الله فإن لكل أخ شفاعة يوم القيامة.

اللهم اجعلنا من المتحابِّين فيك يارب العالمين.

الحلقة الثانية هنا 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين