الأستاذ محمد كلزية.. الكاتب.. الشاعر.. الخطاط


بقلم: د. عمار العيسى

 

 

 الاسم والعائلة:

الاسم: محمد بن أحمد بن الشيخ عبد القادر بن محمد بن عثمان كِلْزِيّة.

كانت الكنية (=اسم العائلة) قبل ذلك "حَسَبي" ويقال إنّ ذلك نسبة إلى آل البيت.

ومما يقال أيضاً أنّ عائلة "كلزية" من الأشراف، وكان والدي -رحمه الله- يريد التأكد من ثبوت النسب الشريف، فبدأ بالبحث والسؤال حتى أكرمه الله تعالى ورأى في المنام ما يحقّق له ذلك، فاطمأنّ قلبه وسكنت نفسُه، واكتفى بذلك عن البحث والسؤال.

-و"كلزية" نسبة إلى مدينة (كلّز) التركية، حيث كانت والدة أحد أجدادي منها، فنُسبنا إليها،

-كان جدي الشيخ عبد القادر إمام جامع الحي، وقد توفي وعمرُ والدي حوالي 15 عاماً.

- سُمّيتُ باسم الشيخ محمد كلزية (محمد بن محمد بن عثمان كلزية 1282-1367 هـ الموافق 1865-1947 م) عم الوالد الذي كان مِن أعلام حلب، وهو ابن خال مؤرخ حلب محمد راغب الطباخ، ومِن شيوخه الذين لازمهم الشيخ راغب وتأثر بهم، وتوفي الشيخ محمد كلزية عام 1947 م، وكانت ولادتي بعد وفاته بيسير فسمّيتُ به.

-والدي أحمد كان مِن الصالحين، ومن تلاميذ الشيخ أحمد السمان، وكان في مدة معرفتي به (وهي تقارب عشرين عاماً) مريضاً لا يكاد يغادر البيت إلا ما ندر، ولم يحصل على شهادات، ولكنه كان واسع الاطلاع والثقافة، وكان يتجنب الزحام، ويحذَر منه. وكانت وفاة الوالد سنة 1967 عند سقوط القنيطرة، وكنتُ حينها في امتحانات البكالوريا، فتوقفت الامتحانات بسبب الحرب، وتوفي الوالد فتأثرت بذلك كثيراً، وأثر ذلك في تقديمي للامتحانات بعدها وكانت رغبتي أن أدرس في كلية الطب، فدخلت في كلية الآداب قسم اللغة العربية.

-والدتي مريم إدلبي شعّار، كانت يتيمة، وسمّاها والدي فاطمة بعد زواجها، وتوفيت عام 1979 م.

-لي أربعة أشقاء، هم عبد القادر، وهو الأكبر، وكان رئيس مكتب عقاري بالسجل العقاري بحلب، وهو من مواليد 1929 م، وتوفي حوالي عام ١٩٩٢م، عن عمر يناهز الثالثة والستين.

ومنهم فؤاد المولود سنة 1934 م، وكان رئيس الفرع الإداري في جهاز أمن الدولة بدمشق، تقاعد 1990 م، وتوفي عام 2013 م.

ومنهم عدنان المولود 1941 م، كان رئيس جمعية تسيير المعاملات، وكان رئيس اتحاد الحرفيين في حلب الأعوام 90-1995 م. وهؤلاء الثلاثة أكبر مني سنًّا.

ومنهم عبد اللطيف المولود 1950.

- تزوجتُ في ٣١/١/١٩٧٠ مِن أمّ أولادي، ورفيقة دربي: مها بنت أديب كلزية من العائلة، ووالدها كان يعمل رئيس دائرة قضايا الدولة، وهو عضو في المجلس التأديبي للأطباء بحلب.

وقد رزقنا الله خمسة أولاد هم: بتول، وأحمد حازم، ومازن، ورنا، وخالد، وجميعهم متزوجون ولهم عوائلهم. واسم ابني الكبير أحمد حازم، وبه أدعى، واسمه مركب حتى لا أُغفل أسم والدي أحمد رحمه الله.

 

الدراسة والتعليم:

درستُ الابتدائية في مدرسة عمر بن الخطاب في حي القصيلة مِن الصف الأول إلى الخامس، ودرست الصف السادس في مدرسة الحمدانية، وممن درّسني في الابتدائي عبد الله الوراق.

-درست الإعدادية في إعدادية سيف الدولة.

-درست الثانوية في ثانوية المأمون، وكان أستاذ اللغة العربية فيها الأستاذ فاضل ضياء الدين، الذي وجدت منه الكثير من الاهتمام والإشادة فحبّبني باللغة العربية.

-أنهيت الدراسة الثانوية عام 1967 م، وكنت أرغب بدراسة الطب كما سبق، ومستعدا لها.

-دخلت في المرحلة الجامعية في كلية الآداب، وكان ممن يثير الاهتمام فيها: الأستاذ الدكتور صبري الأشتر، والأستاذ عمر يحيى، والدكتور عمر الدقاق، والدكتور فخر الدين قباوة الذي كان حديث التخرج في الدكتوراه، وكانت وما زالت لي به صلة خاصة، وعملتُ معه في تدقيق بعض مؤلفاته وتحقيقاته اللغوية، منها: تفسير الجلالين الميسر، والتفسير المفيد للقرآن المجيد، وقد ذكر ذلك أستاذُنا د فخر الدين في المقدمة والخاتمة

-تخرجتُ في كلية الآداب عام 1971 م بجامعة حلب في الدّفعة الثانية مِن دفعات الكلية بعد افتتاحها.

 

لقاءات ومعارف ونشاطات:

-أنا قليل التواصل الاجتماعي والتعارف بسبب كثرة الاهتمامات والهوايات والتخصصات.

- كنتُ أحضر للشيخ عبد الفتاح أبوغدة -رحمه الله- بعض خطبه التي يلقيها في جامع الثانوية الشرعية.

-كان الشيخ محمد السلقيني والشيخ حسن رزوق صديقين للسيدا لوالد، وكانا يُكثران من زيارته .

-كان الشيخ أحمد سرداد كثير التردد على الوالد وكان إمام المسجد في حيِّنا حي القصيلة.

-عملتُ مدرسًا للغة العربية في ثانويات حلب وفي الثانوية الشرعية قمت بتدريس الصف الثالث الثانوي مدة ثلاث سنوات 76-1979 م، ومِن المشايخ الذين التقيت بهم أثناء تدريسي فيها: الشيخ عبد الوهاب سكر، والشيخ محمد الجذبة، والشيخ حسن رزوق، والشيخ محمد الملاح، وكان مدير الثانوية الشرعية حينئذ بدر الدين عكش.

- كنا نعقد لقاء أسبوعياً مع زملاء الكلية بعد التخرج كل خميس، وانضمّ إلينا د فخر الدين قباوة، وممن كان يحضر اللقاء: د. عبد الرحمن دركزللي (المدرس بجامعة العين بالإمارات)، والشاعر محمد ياسين عك، ومصطفى نزار دِنُّو (طبيب اختصاص قلبية)، وعدنان درويش (أستاذ لغة عربية)، والأستاذ أمين كِرمان مدرس اللغة العربية، وهي لقاءات دورية .

وكان ترتيب الجلسة أن يقدِّم في كلِّ جلسة أحدُ الأعضاء بحثاً مِن إعداده، وكان د فخر الدين سبباً في تنشيط الجلسة، وكنتُ قدّمتُ في هذه اللقاءات بحثًا عن الإعجاز العلمي في القرآن، وقد طُبع بعد ذلك في كتاب.

-تعرّفتُ على مجموعة مِن الدكاترة والأساتذة كان لي معهم أيضًا لقاء دوريٌّ كلَّ شهر في بيت واحدٍ مِن المجموعة، ومِن أشهرهم: د. عبد الكريم الأشتر (متخصص بالنقد الأدبي). ود. عبد الرحمن عطبة ، ود. صلاح كزارة (مدرس في جامعة حلب، وعميد لكلية الآداب)، د. محمد حسن عبد المحسن، د. عصام قصبجي (عميد كلية الآداب في حلب)، ود. فوزي الهيب، ود. سليمان تادفي رئيس الأمناء في جامعة إيبلا الخاصة، وعميد كلية الهندسة المدنية بحلب سابقًا، (توفي سنة 2021 م).

- انتقلتُ إلى مكة المكرمة وعملتُ مدقّقاً لغوياً وخطاطاً أيضاً في مركز أبحاث الحج بجامعة الملك عبد العزيز عام 1980-1981م.

-رجعتُ بعدها إلى حلب وعملتُ في تجارة البناء، ولم أرجع للتدريس.

- خرجتُ مع عائلتي من سورية إلى تركيا في 26 آب 2012 م.

-ألقيتُ محاضرات على طلاب الدراسات العليا والبحث العلمي في كلية الإلهيات بجامعة سوتشو إمام بولاية كهرمان مرعش بتركيا عام 2013-2014.

-قدمتُ إلى السعودية في زيارة مع زوجتي عام 2014، وبقيتُ في مكة إلى ما قبل حج عام 2022 م، ثم انتقلتُ إلى المدينة المنورة وجاورت فيها حتى اليوم.

 

كلزية مؤلّفا وباحثاً:

اشتغلتُ بالتأليف والبحث العلمي في أوقات فراغي، ومن أهم المؤلفات التي أكرمني الله بها:

1-"من الإشارات العلمية في القرآن الكريم في الكون والإنسان": صدر عام 1997 م، وأصله محاضرة في اللقاء الأسبوعي، وهو تفسير وبيان لقوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}، وكانت لي فيه رؤيا جعلتني أطمئنُّ له.

2-"نهر الخير" شخصيات إسلامية جسدت في سلوكها قيم الدين، صدر عن دار الفكر بدمشق عام 2002 م.

3-"الخط العربي والزخرفة الإسلامية" صدر عام 2007م.

4-"ومضات" مقالات في الفكر والأدب: صدر عام 2008 م.

5-"متنبئون ومتألّهون" لم يطبع.

6-"إسرائيليات في كتب التراث" أو الكشف عن الإسرائيليات في كتب التراث لم يطبع، وأبحث عن جهة مناسبة لطباعته.

7-"يريد الله بكم اليسر" مسائل فقهية خلافية، ومحاولة لجمع الكلمة والتيسير على المسلمين.

8-"من حديث الذكريات" مجموعة قصصية شخصية سردية وواقعية وسياسية هادفة.

9-"مختصر فتح الباري للحافظ ابن حجر" وهي محاولة لتقريب الكتاب من طلبة العلم وعموم المسلمين مع المحافظة على روح المؤلف ومنهجيته، ويقع تقديراً في خمسة أجزاء، وقد استغرق العمل عليه نحو سنتين، وهو على نفس نسخة فتح الباري، فيحتاج إلى تجريد وإفراد وطباعة.

 

كلزية شاعراً:

لي اهتمام قديم بقرض الشعر، وكتابة القصائد، وكان يغلب على شعري أثناء الدراسة الجامعية وبعدها الغزل والشعر الوطني، وحينما اتجهت إلى التأليف في المواضيع الدينية حصل نوع مِن البعد عن الشعر حتى زرتُ المدينة المنورة، والمسجد النبوي الشريف، وزرت قبرَ المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكتبتُ قصيدة طويلة في مدح النبي عليه الصلاة السلام في نحو خمسين بيتاً.

وقد ترجم لي معجم البابطين في طبعته الثانية في صفحتين، واختار ثلاث قصائد من شعري

ولم يتيسر لي جمعُ ديواني وإخراجُه بعد.

 

كلزية خطاطاً:

 أحببتُ الخطَّ منذ صغري حيث كان شقيقي الكبير فؤاد صديقاً لعثمان طه في المدرسة الشرعية، وكان يكتب اللوحات ويخط العبارات، فأحببتُ الخط، ثم تعلّمته من خلال كتب الخط، ولم أدرسه على معلم.

وتطوعتُ لكتابة لوحات جدارية على الرخام لسبعة مساجد بحلب أنشئت حديثًا، ولمسجد في أستراليا نُفذ من تركيا.

شرُفتُ بكتابة نسختين من القرآن الكريم، إحداهما بالرسم الإملائي المشرقي المعروف، ولما علمتُ بمنع العلماء أو كراهتهم لكتابة القرآن بغير الخط العثماني كتبتُ نسخة أخرى بالرسم العثماني، وشاركتُ بها في ملتقى أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم عام 1432 بتنظيم مجمع الملك فهد رحمه الله بالمدينة المنورة وإشراف وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد. وقد أعجب بها الدكتور عثمان طه.

وشاركت في المهرجان الدولي للخط العربي في الجزائر 2012 م.

وشاركت في معارض مديرية الثقافة بحلب.

وقد أجرت معي قناة المجد لقاء تلفزيونيا بهذه المناسبة في رمضان 1432 هـ.

وبعد بضع سنوات أجرت معي قناة اقرأ الفضائية لقاء في الخط العربي.

 

وختاماً: فقد أكرمني الله عز وجل بالمجاورة بالمدينة النبوية المنورة، وأقضي أوقاتي في الكتابة والبحث وتخطيط اللوحات الفنية، وقد يُطلب مني كتابة بعض الأسماء لعمل الأختام وغيرها أو تخطيط عناوين الكتب التي يراد طباعتها وغيرها، وأسأل الله عز وجل أن يبارك في جهدي ووقتي، وأن يجعلني نافعاً للمسلمين في حياتي وبعد مماتي.

 

كتبت الترجمة بقلم د. عمار العيسى مِن خلال مقابلات شخصية مع المترجم، ثم عرض الترجمة عليه، والأخذ بما اقترحه من تعديل أو إضافة أو حذف.