إلى كل المحبطين … ثورتنا بخير والنصر قادم بإذن الله‎

عزة أحمد

نعم أقولها لكم وليس لدي أدنى شك بان ثورتنا هذه سوف تنتصر رغم كل مايحدث من انتكاسات وانكسارات فيها ..لانها ثورة للحق وللعدل فلا يمكن ان يخذل الله هذه الثورة التي قامت من اجل نصرة الحق واقامة العدل . لنتأمل معا قول الله تعالى في محكم آياته … أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ … ان اشد ساعات الليل حلكة هي التي تسبق بزوغ الفجر .. ولو عدنا للوراء قليلاً واستذكرنا الثورات التي سبقت انطلاق ثورتنا المباركة لوجدنا أن ثورة مصر وليبيا واليمن قد مروا بنفس الظروف ولو أن ما تمر به ثورتنا أشد وأنكى ,إلا أن لله حكمة من كل هذا, ويتضح ذلك بسقوط الأقنعة التي كان يتستر بها بعض المعارضين وآخرين ممن كنا نظن أنهم شرفاء ,, فلقد كشفت ثورتنا عن معادن الكثير من هؤلاء وعرتهم ,, إن مانمر به الآن ماهو إلا امتحان من الله سبحانه وتعالى ليعلم قدرتنا وثباتنا وصبرنا على هذه المحن والخطوب التي تتوالى علينا من كل حدبٍ وصوب, وهو ثمن سكوت آباءنا وصمتهم منذ أربعين عاماً , يقول المثل الشعبي ((الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون )) صمت آباءنا في تلك الايام هو ما أوصلنا الى مانحن فيه الآن , صمتهم جعلنا نبقى في ذل وهوان طيلة اربعين عاماً , ولذا ليس من السهل ان نتخلص من هذا النظام الدموي الذي ارتكب مجازر يندى لها الجبين في الثمانينات في حماة وهاهو وريثه الصغير يرتكب مجازر اخرى في حمص, وحماة.و إدلب ودرعا وفي مناطق كثيرة في سوريا .. لقد تفوق على والده المقبور في القتل والاجرام ,, ومايحدث الآن ماهو إلا نتيجة الماضي وماخلفه الصمت في تلك الأيام .. إن لكل شيء ثمن ,, وثمن الحرية غالٍ جدا ,, هل سمعتم عن أرضاً محتلة تحررت بالماء ؟ إن الحرية تروى بالدم وبذل الغالي والنفيس من أجلها , لا يعتقد أحد أن النظام وأزلامه لا يعانون ولا يألمون كما نألم ,, ولكن العاقبة لنا فهذا ماوعدنا به رب البرية { إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ } , وكلما اشتدت الملمات والنوازل كلما اقتربنا من النصر أكثر .. فلا تبتئسوا ولا تحزنوا ,, إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ .. إن الايام دِول ولا شيء يبقى على حاله .. فالصبر الصبر يا أحبة ,,
ولا تستمعوا للمرجفين والمثبطين الذين يحاولون أن يضعفوا من عزائمنا ,وأن يفتر إصرارنا على الاستمرار في ثورتنا .. ربما يتساءل البعض متى ننتصر؟ ,,أقول لهؤلاء إن من المهم أن يكون لدينا يقين بالله بأننا في النهاية سننتصر , سواء أطال الوقت أم قصر ,, فتأملوا أيات الله وكونوا على ثقة به وسينصرنا بالتأكيد , إن استمرار ثورتنا كل هذه المدة هو بحد ذاته إنتصار , فمن كان يعتقد أن يصبر شعبنا العظيم على كل هذا التنكيل وكل هذا الاجرام الذي يرتكب بحقه يومياً !!, ومع كل هذه المعاناة لم تلن عزيمته وصموده بل ازدادت قوة و إصراراً ,, واكتسبت المظاهرات زخماً وحماساً واتسعت رقعتها لتمتد الى معظم أرجاء مدن وقرى وأحياء سوريا الحبيبة ,, فلم يبقى حي او شارع إلا وشهد مظاهرة تنادي بإسقاط النظام , وتلعن روح المقبور حافظ ,, هذه الثورة العظيمة التي وصفها الكثيرين من أعظم الثورات في الربيع العربي ,, لابد وأن تنتصر بإذن الله .. إن دول العالم الغربي والعربي لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام مايحصل من مجازر وهي التي تنادي بالديموقراطية وحقوق الإنسان فإن سكتت الحكومات فلن تسكت الشعوب .. خاصة أمام دعم روسيا الصريح والفاضح للنظام ليستمرفي الامعان بالقتل .. فهذه وصمة عار في حق كل من يدعي انه يدافع عن حقوق الانسان والديموقراطية اذا استمروا على هذا الصمت دون حراك لحماية الشعب السوري .. ولابد من دعم الجيش الحر الذي يدافع عن المدنيين فهذا أقل ما يمكن عمله من أجل حماية المدنيين العزل والوقوف في وجه آلة القتل التي توجه لقتل المدنيين .. لذا علينا التحلي بالصبر والثبات إنما النصر صبرساعة , تحية الى شهدائنا الابرار وعاشت سوريا وعاش الشعب السوري البطل ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين