أين مواقف الرجولة؟

ما رأي علماء الصمت ومعتزلي الفتنة من حصار نصف مليون بريء في حلب وغيرها من مدن سوريا، على يد عسكر النظام والمليشيات الطائفية؟

     ألن يكون لهم موقف رجولي كموقف أبي البختري والمطعم بن عدي وزهير بن أبي أمية وغيرهم من مشركي مكة ضد صحيفة الحصار الاقتصادي الذي فرضه المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم وبني هاشم في شعب أبي طالب؟ أم أن اعتزال الفتنة يعفيهم من مجرد قول الحق في وجه الظالم؟

هل يقبلون أن يكون هؤلاء المشركون أكثر جرأة منهم؟

       إذا كانوا قد أقنعوا أنفسهم فيما مضى من عمر الثورة أن النظام يحارب إرهابيين، وإذا كانوا قد أصموا آذانهم، واستغشوا ثيابهم عن كل المجازر التي طالت الأبرياء والأطفال والشيوخ والنساء، فما حجتهم اليوم وهم يرون أهلهم من غير المقاتلين يحاصرون، ويمنعون الماء والغذاء والدواء لمجرد أنهم يقيمون في مناطق يسيطر عليها الثوار؟

قد يقول لي أحدكم:

       إن الذي لم تثره كل مجازر النظام طيلة السنوات الخمس الفائتة، لن يصحو ضميره من مجرد حصار!! أقول: 

       على الديك أن يصيح، وليس عليه أن يطلع الصباح.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين