آهات ونفثات شــــــــــــــــاعر على سرير الوداع

 

(آخر ما كتبه شقيقي الشاعر سليم عبد القادر أحمد زنجير من الشعر نقلته من خطه يرحمه الله وأهديه إلى محبي شعره وأصدقائه من الشعراء والنقاد)

 

 

1

 

قال رحمه الله يذكر شوقه للوالدة حفظها الله وقد مات بعيداً عنها:

 

يا رب يـــــا ربَّ الورى

 

سلمْ على أمـــــي الحبيبةْ

 

أنا في الرياض وإنـــــها

 

في مصرَ نائيةٌ قريبـــــةْ

 

والسقمُ أبلى مهجتيــــــنا

 

والمـــــدى أبدى غروبهْ

 

لا أســـتطيع لها وصولاً

 

آهِ من هــــــذي المصيبةْ

 

يا مصرُ يــــا أمَّ البـــــلا

 

دِ ترفقي أنت الحبيـــــبةْ

 

بالحر قسَّـــــــــــــمَ قلبهُ

 

حتى لقد أمســـــى قلوبهْ

 

وبكلِّ قلـــــــــــبٍ حرقةٌ

 

كالنارِ أشـــــواقٌ رهيبةْ

 

أمســـــى يطوّف حولها

 

ويشـــــع أنواراً عجيبةْ

 

أأقــــول إني ما عرفتُ

 

ـتُ كمثلــــها ديناً وطيبةْ

 

في مصر تجلسُ ترقب الـ

 

آتي وتستجــــــلي دروبهْ

 

بــــــــــالله قبلْ وجـــنتيْـ

 

ـها .. راحتيها والزبيبةْ

 

2

 

وقال رحمه الله:

 

مســــــــــافرٌ فوق وجه الشمس والقمر

 

مررت بالأرضِ لمحاً إنه قــــــــــدري

 

لمحاً بســـــتين عاماً كلهــــــــــا عبرتْ

 

كالحلم أواهُ كم في الحــــــــــلم من عبرِ

 

مسافرٌ خافقــــــي فرحـــــــــان مبتهجاً

 

برحمةِ اللهِ ربِّ الكـــــونِ والبشـــــــــرِ

 

يا أرحمَ الراحمينَ يسري (نوررحمــته)

 

في العقلِ والجسمِ في أشـــواقِ محتضرِ

 

أحببته ملءَ آفــــــــــــــــاقي وأوردتي

 

ولم أجــــــــــــــد غيره للقلب من وَزَرِ

 

تنبيه: (الوَزَرُ : الملجأُ والمعتَصَم يُتحصّن به).

 

3

 

وقال رحمه الله:

 

خافقــــــــــي حر ونفسي مطمئنة

 

تذكــــــــــر الله تعالى كــــــل أنةْ

 

إنه الله الــــــــــــذي من فضلــــه

 

يمنح القلب الرضا في كل محنة

 

4

 

وقال رحمه الله:

 

أعوذ بنورك يا خـــــــــالقي

 

وقد أوشك الأمر يغلق سفرهْ

 

من الشهــــواتِ من النزواتِ

 

ومن كل موقف جاه وشهرةْ

 

فمن جاء يسعى بزادٍ يســــيرٍ

 

ولو كان في بذله شطرُ تمرةْ

 

ولكن أتى مخلــــــصاً صادقاً

 

فقد فاز حقــــــاً وأدركَ أجرهْ

 

5

 

وقال رحمه الله:

 

سأحارب السرطان بالقرآن حتى يضمحلا

 

أو أضمحلُ أنا فما يلقى لدى جسمي محلا

 

6

 

وقال رحمه الله:

 

وعظُ الجهولِ أحالَ الموتَ كابوسا

 

يطاردُ النـــاسَ كالعفريتِ مهووسا

 

ورحمـــــــــــة الله جلَّ الله تغمرُنا

 

بالأنسِ والأمنِ محسوساً وملموسا

 

7

 

وقال رحمه الله:

 

يئسَ الطبــيبُ وما يئستُ

 

وجمَ الطبيبُ فما اكترثتُ

 

ستـــــــــونَ عاماً عشتها

 

إني من الدنيــــــا اكتفيتُ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ملاحظة: كان عمره 59 سنة وإنما قال ستين تقريباً رحمه الله

اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده

اللهم ارحم شهداءنا وغرقانا وأسرانا من أبناء الشام المباركة

اللهم ارحم أموات المسلمين جميعا

وارحمنا معهم أحياءً وأمواتاً

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد

اللهم أهلك الطغاة الفاسدين المفسدين ممن قتلوا عبادك واستحلوا حرماتك

اللهم أعد مجد الإسلام وحضارة الأمة

اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين