بيان المجلس الإسلامي السوري بشأن الاعتداء المتزامن لداعش والنظام على ريفي حماة وحلب

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ولي الصالحين وهازم الطغاة والمعتدين وأفضل الصلاة والتسليم على نبينا محمد إمام المجاهدين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

فقد تابع العالم لقاء رئيس روسيا بوتين مع بشار الأسد في حميميم بما حمله من مذلة ومهانة لكل ما يسمى السيادة الوطنية والقرار الوطني، وفي الوقت الذي أعلن فيه بوتين القضاء على داعش في سوريا، فوجئ الجميع بهجوم متزامن لداعش والنظام على ريفي حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي بتغطية جوية من الطيران الروسي، وهذا مع ما يحمله من دلالات التواطؤ والتآمر والكذب والدجل فإنه يخل بما سمي باتفاقيات مناطق التهدئة التي كان الروس الضامن الرئيس فيها، وأسفر هذا العدوان السافر عن قتل العشرات وجرح المئات وتهجير الآلاف، والمجلس بعد متابعته لهذا العدوان السافر يبين ما يلي:

أولاً: بعد انتهاء الدور المشبوه لداعش في قتل وتهجير السنة من الرقة ودير الزور وريفيهما جاء فصل جديد من العمالة المكشوفة للنظام ومن وراءه، إذ فتح النظام لداعش جيوباً وزودها بالسلاح وطرق الإمداد، وقاتلا جنباً إلى جنب، وسيطرا معاً على كثير من القرى المحررة، وهذا يؤكد أن داعش هي مجرد أداة بيد من يحركها من قتلة الداخل ومستعمري الخارج.

ثانياً: والذي حصل في بعض المناطق من تقهقر سريع للثوار كان أهم أسبابه البغي الذي وقع على بعض الفصائل مما أدى لانسحابها وتقليص دورها، فخلت بعض الجبهات ولم يعد فيها ما يكفي لصد الهجمات، لذا يحذر المجلس مجدداً من سياسة البغي التي انتهجتها فصائل معروفة وما لم تتراجع عن ذلك وترد الحقوق لأهلها وتكف عن بغيها وما ترتب عليه من آثار فإن سلسلة الهزائم ستتوالى، فإذا كان التنازع سبب الفشل كما ذكر القرآن الكريم “وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ” فما هي عاقبة البغي والعدوان!!!

ثالثاً: يوصي المجلس أهلنا في ريفي حماة وحلب بالتكاتف والتلاحم والتراحم، فقد بدأت موجات جديدة من النزوح بسبب هذا العدوان السافر وجمع هؤلاء النازحون إلى محنة النزوح والتشرد محنة البرد والشتاء، فلا بد من فتح الصدور قبل الدور، ولا بد من الإيواء والصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين وبشرَ الصابرين.

رابعاً: نناشد إخواننا وأبناءنا من المجاهدين في تلكم المناطق لنصرتها والنفير لأجل حمايتها ورد العدوان عنها، وهم الذين عودونا الصبر في مواضع البأس، والإقدام في مواطن اللقاء، فلا بد من وحدة الصف ووحدة القيادة والحركة والعمليات المشتركة.

وفي الختام ما زالت الثورة السورية تعطي الأمة دروساً في الصبر والصدق والإيمان بالنصر، وتجلي عن الأعين زيف الشعارات وخداع المواقف، نسأل الله أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كل الحاقدين المتربصين، إنه ولي المظلومين وناصر المؤمنين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المجلس الإسلامي السوري

26 ربيع الأول 1439 هـ الموافق 14 كانون الأول 2017م