بيان المجلس الإسلامي السوري بشأن تعطيل اتفاق ترحيل المدنيين من حلب

الحمد لله القائل (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن المجلس الإسلامي يتابع ما يجري في حلب من تهجير قسري سبقه حرب إبادة جماعية، ولقد تأكد كل ذلك بشهادة المئات من الشهود الذين تمكنوا من مغادرة حلب، والمجلس الإسلامي يوضح رأيه واضحاً فيما يبرم من اتفاقات وما أعقبها:

أولاً: يرى المجلس أن أهل حلب المحاصرين ممثلين بفصائلهم ومجالسهم الشرعية والمدنية هم من يقرر مصيرهم وهم أحق الناس بإبرام الاتفاق، ولا يحق لأحد أن يفتئت عليهم ويحملهم من الأمر ما لا يطيقون، وهم أقرب الناس إلى الواقع وتقدير المصالح والمفاسد.

ثانياً: يدين المجلس ما صدر عن المليشيات الطائفية الصفوية الحاقدة من غدر وخيانة، فقد تعرضوا لأهل حلب المرحلين بالاعتداء والقتل والترويع والإهانة بعد أن أعطوهم العهد بحمايتهم وعدم التعرض لهم، ويدين المجلس على وجه الخصوص الروس المجرمين الذين باشروا الإبادة الجماعية وأرغموا الناس على الرحيل وزعموا أنهم ضامنون لسلامة المرحلين ووقفوا على العكس من ذلك مؤيدين للغدر ونكث العهد.

ثالثاً: يستنكر المجلس العمل غير المسؤول الذي قام به بعض المزايدين من إحراق باصات النقل قرب قريتي كفريا والفوعة، وهذا العمل فضلاً عما ينطوي عليه من إخلال بالعهد فإنه يعرّض عشرات الآلاف من المحاصرين في حلب وكثير منهم يفترش الأرض ويلتحف السماء في أجواء البرد القارس يفترسهم الجوع والمرض على ما يحملونه من جراحات للخطر والترويع ، هذا العمل الذي قام به هؤلاء المندفعون حرام شرعاً بالنظر إلى مآلاته، وينبغي الأخذ على يد هؤلاء السفهاء مهما كان دافعهم إلى هذا العمل، وكان الأجدر بهم أن يهبوا لنجدة إخوانهم ويفكوا الحصار عنهم بدلاً من أن يزيدوا معاناتهم. اللهم لطفك بأهلنا في حلب ، أمّن روعتهم وبلغهم مأمنهم ، وسلمهم من كل سوء، واجعل عاقبة أمرهم خيراً ورشداً، والحمد لله رب العالمين

                                                                                               المجلس الإسلامي السوري

                                                                      19 ربيع الأول 1438 هجري، الموافق 18 كانون الأول 2016م