بيان المجلس الإسلامي السوري بشأن المجازر التي ترتكبها روسيا والنظام السوري في حلب

أصدر المجلس الإسلامي السوري بيانا  بشأن المجازر التي ترتكبها روسيا والنظام السوري في حلب وإننا إذ ننشر هذا البيان نود أن نؤكد بأن الرابطة هي مكون رئيسي من مكونات المجلس الإسلامي السوري وبياناته تمثل الرابطة لا سيما وأن الأمين العام عضو في لجنة صياغة البيانات في المجلس، وفيما يلي نص البيان وصورة منه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله ناصر المظلومين وقاهر الجبابرة الظالمين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فإن العالم بأسره يتابع بالنقل الحي المباشر جرائم الإبادة الوحشية التي ترتكبها القوات الروسية وأذيالها من قوات النظام المجرمة العميلة، ويرى مشاهد القتل والإبادة لكل مقومات الحياة حتى قوافل الإغاثة الدولية قصفت، ويجرب الروس كما أعلنوا سابقاً كل صنوف القذائف المدمرة المتطورة على الشعب السوري، فالأشلاء والجرحى وصور الأطفال يستخرجون من تحت الأنقاض أحياءاً وأمواتاً كل ذلك لم يعد يحرك ساكناً في قلب قوى العالم المتحضر الذي يتشدق بالحرية وحقوق الإنسان، والمنظمات الدولية بدءاً من مجلس الأمن ومروراً بمنظمات حقوق الإنسان والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كلها نفضت أيديها وأقرت بالعجز ولم تعد تجود على المظلومين حتى بمشاعر القلق وعبارات الاستنكار، اللهم إليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك، والمجلس الإسلامي السوري بعلمائه وهيئاته إذ يتابع هذه المشاهد المروعة والمؤلمة في حلب وغيرها من المدن والقرى السورية ليسأل الله أن يتغمد شهداءنا برحمته وأن يسكنهم فسيح جنته، وأن يشفي مرضانا وجرحانا، ويثبت مجاهدينا، ويلطف بعباده المحاصرين المستضعفين، وأن يشفي صدورنا بعقاب هؤلاء المجرمين المعتدين، ومن ثم يقرر ما يلي:

أولاً: إدانة النظامين الروسي والإيراني واعتبارهما نظامين مارقين يجب أن يحاسبا على ما ارتكباه من جرائم وأن يتحملا كل ما ينتج عن هذا العدوان من دمار وقتل، فهما دولتا احتلال ، ولا يمكن أن نقبل برعاية روسيا لأي حل سياسي فهي طرف مجرم بحق شعبنا، وأما النظام السوري فسيكون القصاص منه على يد شعبنا بعون الله تعالى.

ثانياً: اعتبار يوم الجمعة القادم يوم التضامن مع حلب وأهلها، يشترك في ذلك الخطباء الأحرار في أرجاء العالم، ونهيب بكل المؤسسات المجتمعية القيام بمظاهرات واعتصامات أمام سفارات هذه الدول وأمام مقرات المنظمات منذ الساعة، وأن ينشروا صور المعاناة لشعبنا والجرائم التي يرتكبها هؤلاء القتلة المجرمون، ونهيب بكل الشعوب الإسلامية والحرة في كل العالم أن تتحرك لنصرة حلب وأهلها ، ونعلن بدء حملة مقاطعة البضائع الروسية والإيرانية.

ثالثاً: نطالب كل دول العالم لا سيما الدول الشقيقة وعلى رأسها تركيا والسعودية وقطر بما لها من تأثير وثقل سياسي التدخل لوقف هذا السعار المجنون، وهذا الدمار الشامل.

رابعاً: نهيب بشعبنا السوري وبأهل حلب خصوصاً الذين ما زالوا تحت قبضة النظام وهم يرون الحمم التي تصب على الأحياء الشمالية والشرقية من مدينتهم ويسمعون أصوات الانفجارات بل ولربما يسمعون أصوات البكاء والنحيب ألا يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون قراباتهم وجيرانهم يبادون بهذه الطريقة الوحشية ثم لا يحركون ساكناً.

خامساً: وأما فصائلنا ومجاهدونا فنهيب بهم أن يكملوا مشوار الاتحاد الذي بدؤوه وأن يرصوا صفوفهم ويجمعوا كلمتهم ويفتحوا كل الجبهات، فمن الواضح أن النظام ينفرد بكل جبهة على حدة فإذا فرغ منها انتقل لغيرها، والهدن خدعة كبيرة لنظام غادر لا عهد له، وكذلك نناشد كل القوى الفاعلة في الثورة السورية من سياسية ومدني وعسكرية الالتفاف حول الثوابت التي قامت الثورة لأجلها وأقرتها معظم فعاليات الثورة في وثيقة المبادئ الخمسة.

وفي الختام صارت اللعبة مكشوفة وانفضح جميع المتآمرين على شعبنا الذين أطلقوا يد المعتدين دون حساب ولا عقاب، وهم يرون القرارات التي تنتهك من طرف النظام المجرم ومن يقف معه، وفي الوقت نفسه يكبلون شعبنا ويمنعونه أن يمتلك أبسط ما يمكن أن يدافع به عن نفسه أمام طيران المعتدين، ولا شك أن هؤلاء المنافقين شركاء في الجريمة ولو تظاهروا بصداقة شعبنا، فإن جراحاتنا تعرف سهام غدرهم ومدى لؤمهم وخبثهم، وما تخفي صدورهم أكبر، ردّ الله كيدهم في نحورهم وخلص البشرية من شرورهم، اللهم نسألك أن تكون مع إخواننا في حلب وفي كل مكان، اللهم ثبت أقدامهم واحفظهم من فوقهم ومن تحتهم ومن بين أيديهم ومن خلفهم وارفع عنهم الغمة والكرب يا رب العالمين.

المجلس الإسلامي السوري

24 ذو الحجة 1437 هجري، الموافق 26 أيلول 2016م