علماء فلسطين يستنكرون بشدة نتائج مؤتمر الشيشان

 

الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وبعد:

 

يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة:8)  

 

طالعنا المؤتمر الذي عقد في غروزني عاصمة الشيشان بنتائج وتوصيات بعيدة كل البعد عن الحق وأهله، مما يشق الصف، ويزيد الفرقة بين المسلمين، والعجيب أن يقام هذا المؤتمر في بلد عانى من ويلات القهر والدمار، وقد وقفت معه جميع الشعوب والحركات الإسلامية، وعملت على نصرة شعبه، والآن وبعد سنوات من الهيمنة والسيطرة على مفاصل هذا المجتمع، نفاجأ نحن علماء الأمة بأن هذه السيطرة قد وصلت إلى نبض هذا الشعب وروحه التي تحييه وتسري فيه والتي أقضت مضاجع أعدائه وهو (دينه).

 

فكان هذا المؤتمر بمثابة إفرازة غريبة، خرجت عن ثوابت الأمة، ذلك أنه يُميز بين المسلم والمسلم، ويفاضل بين السني والسني، ويُنَصب نفسه حكماً على من هو من أهل السنة ومن هو خارجها !! وكل ذلك كان على غير هدى، وقد وزن بميزان الهوى الخارج عن ميزان الهدى.

 

إننا علماء فلسطين ونحن نعيش معاناتنا مع العدو، كنا نتمنى أن يرسخ هذا المؤتمر لحمة الأمة بعلمائها وفكرها السني الوسطي الصحيح وأن يدعم ثوابتها نحو القدس والأقصى وفلسطين، وأن هذا العدو الجاثم على صدرها هو عدوها الوحيد.

 

لذلك فإننا نعبر عن صدمتنا البالغة من هذا المؤتمر، ومن نتائجه البعيدة كل البعد عن الحق الذي أمر الله به، قال تعالى: {  وقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ } (الكهف:29)

 

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد للأمة مجدها، وأن يعود العلماء إلى ريادة هذه الأمة، رافعين للقرآن والسنة معتصمين بهما محكمين لهما في جميع شؤون الحياة.

 

وإنا لله وإنا إليه راجعون  

 

  رابطة علماء فلسطين

 

1 ذو الحجة 1437 ه الموافق  3 / 9 / 2016 

رابطة علماء فلسطين