بيان المجلس الإسلامي السوري لنصرة داريا

أصدر المجلس الإسلامي السوري بيانا لنصرة داريا وإننا إذ ننشر هذا البيان نود أن نؤكد بأن الرابطة هي مكون رئيسي من مكونات المجلس الإسلامي السوري وبياناته تمثل الرابطة لا سيما وأن الأمين العام عضو في لجنة صياغة البيانات في المجلس، وفيما يلي نص البيان وصورة منه

الحمد لله رب العالمين صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام على قائد المجاهدين والرسول الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين و بعد :

 

فإن الله تعالى يقول في وصف حالة المؤمنين يوم الأحزاب:  } إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا *  هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا  {{الأحزاب}.

 

لقد غدا حال مدننا وقرانا في سوريا الحبيبة لا سيّما مدينة داريا كحال مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهلها يوم الأحزاب، فالحصار خانق وشديد، وجموع الشر من الروس والإيرانيين المحتلين والعصابات الطائفية وجيش الطاغية وشبيحته تحزبوا حولها، ولقد جاؤوا سماءها بطائراتهم وبراميلهم المتفجرة وقنابلهم المتنوعة من فراغية إلى عنقودية وانشطارية، وتسللوا بأنفاقهم من تحتها، ورموها من حولها بكل أنواع القذائف والحمم، ومع طول الحصار اجتمع على المحاصرين الخوف والجوع والقتل والمرض والجراحات، كل ذلك يجري على مرأى من العالم المتحضر الذي يتشدق بحقوق الإنسان في المحافل والمؤتمرات، وما ضاع الإنسان وحقوقه إلاّ في ظل هذه الدول والقيادات الخادعة المراوغة. 

 

داريا حاضرة الغوطة الغربية الجنوبية ذات الماضي العريق والتاريخ الغابر تستنجد وتستغيث كل من يملك لها غِواثاً، فبعد أن صمت بل تآمر العالم علينا وكدنا أن ننفض أيدينا ممن يدعي صداقتنا، لم يبق لنا بعد الله إلا أبناء شعبنا وفصائلنا المجاهدة الأقرب فالأقرب، ففصائل الغوطة الشرقية والفصائل في جنوبي دمشق وفصائل حوران هؤلاء أقرب المعنيين بهذا الاستنصار، لا يعقل أن يجمّد النظام جبهات كثيرة عن طريق هدن متفق عليها مكتوبة أو غير مكتوبة، ثم يستفرد بجبهات ويركز جهوده على القضاء عليها والانفراد بها، وهكذا يكرّ على الباقين الواحدة تلو الأخرى في مشهد صمت مريب حزين.

 

داريا تستصرخكم، داريا بحرائرها وأطفالها وشيوخها تستغيث بكم، يا أهل الإيمان والنخوة والشجاعة، يا أبناء حوران الأبطال الأوفياء مهد الثورة ومشعلها، فهل من مغيث ونصير؟ يا شعبنا الحر الأبي في داريا لقد سطرتم أروع النماذج في ثورتنا بصبركم وتحملكم وثباتكم ووحدة كلمتكم واجتماع أمركم، فمزيداً من الصبر والثبات فإن الله سينصركم بإذنه، وكذلك فإن شعبنا لن يخذلكم بعون الله، وما النصر إلا صبر ساعة. نسأل الله الذي كسر حصار الأحزاب ورد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً، أن يفك عنكم وعن كل مدننا وقرانا المحاصرة من بلادنا العزيزة الحصار، وأن يرد عنكم بأس وكيد الأحزاب الجدد، والله أشد بأساً وأشد تنكيلا، حسبنا الله ونعم الوكيل وهو نعم المولى ونعم النصير.

 

المجلس الإسلامي السوري

10 شوال 1437هـ، الموافق 14 تموز 2016م