ليلة السلام في بلاد الشام وموقف اللئام

 تنتهج مساجد الشام في ليالي العشر منهج القيام ، تحيي الليل بالذكر والتبتل والصلاة والتضرع ، تناشد ربها في سجودها الطويل أن يهب الأمن والأمان لعباد الله في الكون ، وأن يرفع الظلم والعدوان عن كل المظلومين في الوطن والعالم ،

ومسجد الرفاعي بالأمس عاش هذه اللحظات ، وتجمع الآلاف يذكرون الله متضرعين ، ويستفتحون أبواب الرحمة الربانية داعين وراكعين وساجدين ،
وكان الخوف والهلع لا زال يسكن قلوب الشبيحة من الأمن ، والجبارين الذين رابطوا بجموعهم من صلاة الجمعة حتى آخر الليل ،
وانتهى قيام ليلة السابع والعشرين في العالم كله بسلام وأمان ، بدءا من المسجد الحرام إلى كل مسجد يعمره الخلق ، إلا في سوريا ، عاصمة ومدنا وقرى ،
وخرج الناس من مسجد الرفاعي بعد أن انتهى القيام ، وفي ساحة المسجد ورواقه هتف بعض الشباب هناك ، وكانوا في خارجه بتكبير وتهليل ، فصبت عليهم تجمعات الأمن والشبيحة وابل الرصاص ، فجرح ثلاثة وهم على خطر شديد ، واستشهد واحد وهو الشاب - محمد خير علبي (17) عاما – وخرج الشيخ أسامة الرفاعي لمتابعة الموقف المفاجئ ، ولكن تلقاه أصحاب القلوب السوداء بضربة على الرأس عاجلوه بها قبل أي كلام ، وأتبعوها بثانية أردت الشيخ مغمى عليه ، وثالثة ورابعة من بعد حالة الإغماء ، مع صيحة استقرت في أذن الشيخ قبل غيابه : اضربوا الشيخ.. اضربوا الشيخ ،
وحُمل الشيخ إلى مستشفى الأندلس يعالج خلال أيام تحت مراقبة دقيقة ومستمرة من قبل الأطباء ، يشكو إلى الله بلسان الأمة التي قام لها بين يدي الله أن يكشف عنها هذا البلاء ،
 
وها هي دمشق اليوم تقف مشدوهة قبل زمجرتها برجالها ونسائها وشبابها وفتياتها تناشد العالم بلسان حالها ، تناشد الإنسان في كل مكان ، مع سائر المحافظات والبقاع ، تناشد ضمائر الوجود التي تسمع وترى ، أين.. أين الشعور والإحساس ..، هذا ما يحدث في بلاد الشام ،
 
ولعل العالم الذي يقف حائرا في هذه اللحظات ، سيقف بعد حين وهو يرى انتفاضة أمة تثور لكبريائها ، وتزداد ثورة من خلال غيرتها على مساجدها ودينها ودماء مشايخها وشبابها ،
 
ونقول لسلطة البغي ، إن هذه العصا الغليظة الكهربائية التي امتدت إلى رأس الشيخ أسامة اليوم ستكون سببا في إزاحة كل ظلمكم وظلامكم وجبروتكم وطغيانكم ،
 
ونقول لأخوة الشيخ في درب نضاله وجهاده ، هيا ضمدوا دماء رأس أخيكم بقماش عمائمكم ، وقابلوا الحدث وأنتم متوجون بشرف وحدتكم وتضافركم ، فعصا الجبارين طالت كل أبنائنا منذ أشهر، وها هي تطال رأس العلماء الذين لا زالوا يعملون من أجل وحدة الأمة وسلام البشرية وحرية الجميع ..
 
 

 

 

بقلم الشيخ : نور الدين قرة علي