استامبول : مؤتمر علماء المسلمين لنصرة الشعب السوري

متابعة: سامي الخطيب  

بحضور ممثلين للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ورابطة علماء أهل السنة ورابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة علماء سوريا، وحشد كبير من علماء الأمة الذين جاؤوا من كل بلاد العالم، افتتح مؤتمر علماء المسلمين لنصرة الشعب السوري في مدينة استانبول أعماله صباح يوم الثلاثاء 12/7/2011.
بعد القرآن الكريم رحَّب رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور محمد ياسر المسدِّي بالعلماء المشاركين ووجَّه التحية للثوار المجاهدين، مبشِّراً بفجر جديد «يصنعه شعب سوريا الأبيّ بأجساد أبنائه وتضحيات شبابه»، ثم كانت الجلسة الافتتاحية التي تضمنت كلمات العلماء المشاركين.
- كلمة المنتدى الإسلامي الأوروبي ألقاها الأستاذ عصام العطار، وقد استذكر التاريخ وتوقَّف عند «السنن الثابتة التي تؤكد حتمية الصراع بين الحق والباطل، ثم حتمية انتصار الحق على الباطل»، وقال: «نحن أصحاب رسالة تلزمنا بالوقوف في مواجهة الظلم، وليس أمامنا خيار إلا أن نكون صوت الحق في عالمنا المعاصر»، وقال: «أخاطب الطاغية المتحكِّم بمقاليد الأمور ورقاب الناس في سوريا بكل قوَّة ووضوح: متى استعبدتم الناس يا حكام سوريا، وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟ وأخاطب الشعوب بكلمة علي بن أبي طالب «لا تكن عبداً وقد خلقًك الله حراً».
- رئيس رابطة علماء المسلمين السوريين الشيخ محمد علي الصابوني قال: «نحن أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، ولن يضيِّعنا الله أبداً، وسيأتي وعد الله الحقّ للمستضعفين في الأرض بهلاك الطغاة المجرمين»، «لقد صبر أهل سوريا على الظلم خمسين سنة، وقد حان وقت الفرج، أين فرعون مصر؟ وأين طاغية تونس؟». وأردف الشيخ الصابوني: «إنها ثورة الشباب، وليتني كنت فيها شاباً لأخرج معهم كما يخرجون يقابلون الرصاص الحيَّ بصدورهم المفتوحة».
وأخيراً خاطب العلماء المؤتمرين وجماهير الشعب السوري الثائر قائلاً: «ثقوا بالنصر، ولن يأتي شهر رمضان إلا وقد تحقق سقوط الطاغية. وستأتي جمعة الخلاص من الطغيان في شهر رمضان أو قبل رمضان إن شاء الله».
- الناشط الحقوقي هيثم المالح (القادم من سوريا) نقل تحيات الشعب السوري الثائر إلى علماء الأمة المجتمعين، وقال: «لقد طفح الكيل، واتخذ الشعب السوري الأبي قراره بالتغيير، ولن يرضى بأقل من سقوط النظام، في الوقت الذي يرزح أكثر من 60% من أبنائه تحت خط الفقر، بينما85% من الثروة السورية يتحكم بها عدد قليل من العائلات المستأثرة». « وأعلن عن الدعوة إلى مؤتمر يعقد في 16 من الشهر الجاري في دمشق، مبشراً بسقوط النظام عما قريب.
- الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الدكتور علي قره داغي قال: «لقد فاق فراعنة العصر فراعنة الأصل، الذين لم يحقِّقوا لشعوبهم إلا الذلّ والظلم والهوان، ونحن في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين نرى أن هذه الثورات فريضة شرعية، لأن تغيير المنكر مطلوب شرعاً، وضرورة عقلية يفرضها واقعنا المهترئ لأمَّة ليس لها مكان بين الأمم»،وقال: «لا بدَّ دون النصر من التضحيات، واليوم هو يوم الابتلاء والامتحان للعلماء، حيث يوازي مداد العلماء دماء الشهداء، داعياً علماء سوريا في الداخل إلى وقفة عزٍّ يرضى عنها الله تعالى».
- الشيخ حسين حلاوة تحدث باسم رابطة علماء أهل السنة فقال: «نحن معكم، وأرواحنا فداء لعزَّتكم وحريتكم»، «إياكم والفرقة، واعتصموا بحبل الله جميعاً، واحذروا سرقة الثورات من المتاجرين بدماء الأحرار»، وخاطب علماء الأمة عامة وعلماء سوريا بشكل خاص: «اصدحوا بكلمة الحق، فهذه هي رسالتكم أن تبلّغوا رسالات الله، وهذا هو وقت امتحان إيمانكم وصدق ولائكم لربكم»، «وأما أنتم أيها الحكام المتألهون فقد انتهى عهدكم. لقد رفضتكم شعوبكم، أنتم لا تستحقون شرف الحياة».
- الشيخ حسن قاطرجي من لبنان قال: «نشهد منذ بداية هذا العام ربيعاً مزهراً في العالم العربي، ولعل من أهم ثورات العرب ثورة سوريا نظراً لخصوصية نظامها القمعي، ومكانها الجغرافي»، ودعا إلى الإصلاح الشامل، كما ناشد «العلماء أن يكونوا في طليعة المتصدِّين للظلم والظالمين»، داعياً الشعوب إلى «أن تأخذ دورها في مناصرة الثورات العربية وصناعة مستقبلها الحر العزيز».
- نائب رئيس رابطة علماء الشريعة في دول الخليج الدكتور فريد هادي عرض للأحاديث النبوية التي تؤكد مكانة بلاد الشام، وقال: «نحن نملك شروط النهضة، والشام ستحقق النبوءة، وما يحدث الآن في سوريا يأتي ضمن سياق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وموعد النصر أقرب مما يظن الطغاة».  
- كلمة علماء دمشق ألقاها الدكتور محمد لطفي الصباغ، فحيا الجمع الذي حضر لنصرة شعب يتعرض لأبشع أنواع التنكيل والتهجير، قائلاً: «لا شرعية للحكم الظالم المجرم في سوريا، فهو لم يأت عن طريق الشعب بل جاء عن طريق المجازر»، ثم قال: «الشعب السوري يحقق نبوءة محمد صلى الله عليه وسلم، وما ورد في القرآن الكريم عن فضل الشام»، ثم أشار إلى وحشية النظام الذي يجهز على الجرحى، وأردف: «إذا خرست الحكومات عن نصرتنا فما عذر الشعوب عن رفع الصوت نصرة لإخوانهم المضطهدين» وختم بدعاء علماء الأمة إلى أن يؤدُّوا واجبهم في الصدح بكلمة الحق وإنكار الظلم».
- الشيخ محمد إسماعيل من أفغانستان نقل للعلماء تحيات إخوانهم، وقال: «إن الحكام المتسلطين على الشعوب ليسوا منهم»، وهنأ الشعب السوري بثورته، وبشره بالنصر القريب.
- كلمة علماء تركيا ألقاها الشيخ حمدي أرسلان الذي رحب بالحضور في عاصمة جميع المسلمين إستانبول، قائلاً: «أهل تركيا كلهم على المستوى الشعبي والرسمي يهمهم كل ما يهم أهل سوريا، ونحن نفرح لأهلنا في سوريا الذين يصنعون تاريخهم رغم ألمنا للعذابات التي تنزل بهم».
وقد أعقب الجلسة الافتتاحية ندوة فكرية تحت عنوان: ثوابت الثورة السورية وتطلعاتها»، تحدث فيها كلٌّ من الدكتور محمد بشير حداد والدكتور عبد الكريم بكار والدكتور حسين عبد الهادي، وذلك قبل أن يتوزع الحضور على أربع ورش عمل، ناقشت الوضع الإعلامي والإغاثي والسياسي والفقهي، لتصدر التوصيات في بيان ختامي كان أبرز ما فيها:
- مشروعية الثورة السورية السلمية وإصدار الفتاوى الشرعية التي تؤكد حق الشعب السوري بالتظاهر والمطالبة بحقه في الحرية والكرامة والعيش الكريم.
- التوجه إلى الجيش السوري بوجوب الانحياز إلى الشعب في ثورته المظفرة.
- العناية بالإعلام لنشر قيم الثورة وأخبارها وفضح جرائم النظام وفظائعه.
- التأكيد على سلميّة الثورة ورفض الحوار إلا على إسقاط النظام الظالم.
- الاهتمام بتعزيز العمل الإغاثي على أربعة مستويات، هي الجرحى والشهداء والمعتقلون والمهجرون.