نعي رابطة العلماء السوريين للشيخ محمد درويش الخطيب

تنعى رابطة العلماء السوريين الفقيه الشافعي، الفَرَضي الجليل، الشيخ الصالح الفاضل المعمَّر: محمد درويش الخطيب. – رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته – .
فقد توفي الشيخ يوم الإثنين 3 رجب 1432، الموافق 6 حزيران 2011 في مدينةحلب، عن عمر يناهز 118 سنة هجرية،  أمضاها  في العلم والذكر والاستقامة.
 وسوف يصلى عليه في الجامع الكبير بحلب اليوم بعد صلاة الظهر من يوم الثلاثاء 7/6/2011م. وتكون التعزية في جامع زين العابدين بحلب الجديدة.
 والشيخ من مواليد عام 1901 في قرية الجينة التابعة لمدينة حلب، وسط عائلة متدينة تفخر بإرثها في خدمة الدين الإسلامي الحنيف؛ إذ أن أجداده جميعهم مشايخ وعلماء.
وقد حفظ القرآن الكريم صغيراً، حتى أنه كان يكرره أثناء رعيه الماشية، وقد حفظه في ظرف أربعة أشهر وعشرة أيام.
واحتضنه الشيخ العالم أحمد شهيد رحمه الله فعلمه القرءان والحديث بعد ذلك التحق بالمدرسة الخسروية في حلب لينهل العلوم الدينية .
وقد تلقى الشيخ العلوم الشرعية على عدد من مشايخ حلب ومنهم:
الشيخ أحمد شهيد ، والشيخ محمد سعيد الادلبي ،ومؤرخ حلب الشيخ راغب الطباخ، والشيخ عمر مارتيني ،والشيخ فيض الله
الأ يوبي ، والشيخ عبد الله حماد، وغيرهم كثير
وبعد تخرجه في المدرسة الخسروية  انتقل ليدرس وينشر الدعوة اقصى شمال سورية بين الاكراد في منطقة عين العرب فنشر بينهم العلم مقرونا بالحب والكرامة
ثم انتقل الى المعرة فاحبه اهلها كما احبها فوجد بينهم دفء المعاشرة، وكان لوجوده بينهم الاثر الواضح في ترسيخ المفاهيم الاسلامية .
ثم عاد ليستقر في حلب فنذر نفسه لتوعية من يسكن اطرافها ويمحو العصبية  والجهل فمكث بينهم يشجع الآباء على تدريس الأبناء ذكورا واناثا ،و تخرج على يديه جمع غفير من اهالي تلك المنطقة.
ومنذ ان وطأت قدماه حلب استلم التدريس في جامعها الاموي الكبير ليصبح مدرس حلب، وليقوم بالإفتاء على المذهب الشافعي وتحال اليه جميع القضايا وخصوصا مسائل الميراث فيحلها على الفور بما حباه الله من ذاكرة قوية .
والشيخ لم يأل جهدا في الدعوة بين غير المسلمين مما دفع بعضهم لاعتناق الين الاسلامي عن قناعة ورغبة صادقة
و كان يعمل بالزراعة وتربية النحل ليكفي نفسة وعائلته الكبيرة ومن حوله
 تزوج في حياته خمس نسوة بعد ان توفيت له الاولى والثانية والثالثة
وله اكثر من 150ولد من الأبناء والأحفاد . وللشيخ تلاميذ كثر ، من أبرزهم الأخ الكريم الشيخ إبراهيم محمد الخوجة ( أبو موفق) فرج الله عنه ، فقد كان ملازما للشيخ ، ويأخذ من  يقدم من طلبة العلم إلى حلب الشهباء لزيارته ، وطلب إجازته ،ولعله - بفضل الله وكرمه - يوافينا بترجمته ، بعد خروجه القريب من معتقله ، سائلين الله عز وجل أن يمن عليه وعلى سائر المعتقلين بالفرج القريب ، وأن يرحم الشهداء الذ ين يتساقطون على دروب العزة والكرامة ، وأن يعيد لسورية الأبية أمنها واستقرارها في ظل دولة موحدة تحترم شعبها وتصون مواطنيها ، وتنشر قيم العدل والحرية والكرامة .رحم الله الفقيد وسائر الشهداء الأبرار الأطهار ،رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه  راجعون .