علماء سوريا يساندون مطالب المتظاهرين

 

رأت رابطة العلماء السوريين أن مساندة مطالب المتظاهرين السلميين واجب شرعي على كل عالم مسلم مهما تكن جنسيته. واستنكرت في بيان لها ما وصفته بالهجاء الباطل الذي يتعرض له رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي من قبل أجهزة الإعلام السورية الرسمية. وأكدت شرعية الموقف الذي اتخذه الاتحاد من أحداث سوريا.
 
كما أكد الموقعون على بيان الرابطة أن أبناء الشعب السوري إخوة في الدين والوطن بكل طوائفهم ومذاهبهم. وأعربوا عن تقديرهم لاعتراف بعض أطراف النظام بشرعية مطالب المتظاهرين التي يجب تحويلها إلى إجراءات عملية وفق ما ورد في البيان.
 
واستنكر الموقعون على البيان إصدار بيان باسم علماء سوريا برعاية وزارة الأوقاف السوري، قائلين إنه ليس من أي جهة حكومية أو غير حكومة أن تتحدث باسمهم قاطبة.
 
ومن بين الموقعين عن البيان رئيس رابطة العلماء السوريين الشيخ محمد علي الصابوني والدكتور عدنان زرزور والدكتور محمد لطفي الصباغ والدكتور محمود أحمد ميرة والدكتور مصطفى مسلم والشيخ محمد فاروق البطل.
 
تخدير للأمة
واعتبر الشيخ الصابوني الإصلاحات التي أقرها النظام السوري ومطالبته بإعطاء وقت عشرة أيام أو عشرين يوما لإقرارها بمثابة تخدير بعد أن منحه الشعب 11 عاما للإصلاح، على حد قوله.
 
وقال في مقابلة هاتفية مع الجزيرة من مكة المكرمة إن 11 عاما لم تكف لإجراء الإصلاح، متسائلا فهل إعطاء عشرة أو عشرين يوما "ستزيل الظلم".
 
كما اعتبر أن المراسم التي أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد بإلغاء حالة الطوارئ ومحاكم أمن الدولة وتنظيم التظاهر ليست تكرما على الأمة وإنما مطالب من واجب الدولة أن تصونها للشعب، متسائلا عن فائدتها إن كانت على الورق وليست على الأرض.
 
واعتبر الشيخ الصابوني أن بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لم يكن فيه إلا النصح والخير والتذكير للأمة الإسلامية.
 
وأعرب عن أسفه أن يكون الرد على بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بما وصفها بصورة غوغائية وعشوائية باتهام للعلماء بالارتباط بالخارج، ويريدون إذكاء الفتنة الطائفية وإراقة الدماء، معتبرا ذلك الاتهام بأنه "سفه وجهالة وغباء لا يصدر من إنسان شريف يحترم عقله".
 
وتساءل الشيخ الصابوني ما إذا كانت المطالب الذي دعا إليها بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من إطلاق الحريات للشعب ومحاربة الفساد وإنهاء حالة الطوارئ وإلغاء المحاكم العسكرية وإطلاق سراح المعتقلين تحتاج إلى حملة لتشويه العلماء.
 
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبر في بيان له عن قلقه إزاء التطورات في سوريا وعدم وجود أي مؤشر حقيقي للبدء في إصلاحات جذرية، وأكد أن على القيادة السورية أن تعلم أن عصر الحزب الواحد والزعيم الأوحد قد تجاوزه الزمن.
 
وقال بيان صدر الأحد عن الاتحاد إن المشكلة في سوريا أكبر من أن تحل عبر تغيير وزراء أو تشكيل حكومة جديدة، ودعا الرئيس السوري إلى الإسراع بالبدء فورا في تغيير الدستور وإطلاق الحريات وتحقيق مطالب الشعب كاملة.
 
وناشد البيان الجيش السوري التدخل لحماية المتظاهرين، وأكد أن مهمة الجيش هي حماية المواطن والوطن، كما أدان بشدة قتل وتعذيب وإهانة المتظاهرين، ورفض وصفهم بالعمالة للخارج واعتبر أن المظاهرات هي تعبير عن ضمير الشعب الذي حركته المظالم والاستبداد.
 
وتشهد سوريا منذ 15 مارس/ آذار الماضي موجة احتجاجات ومظاهرات تطالب بالحرية انطلقت محدودة في دمشق ثم مدينة درعا الجنوبية وامتدت إلى مختلف المحافظات، وسقط خلالها نحو مائتي قتيل ومئات الجرحى.
   لمطالعة الخبر من مصدره هنا