وفاة العالم العمر عبد المعز عبد الستار

انتقل إلى رحمة الله عزوجل في الدوحة مساء  الأربعاء 13 جمادى الأولى 1432
الموافق 13 نيسان ( إبريل ) 2011
العالم المعمَّر الداعية المربي فضيلة الشيخ عبد المعز عبد الستار رحمه الله تعالى عن عمر يناهز المائة عام وفضيلته من مواليد مصر سنة 1914 وتخرج في الأزهر 
ومن أشهر شيوخه فيه : محمد الأودن ، ومحمد عبد العظيم الزرقاني.

وكان فضيلة الشيخ عبد المعز من الجيل الأول في جماعة الإخوان المسلمين وتربطه صلة وثيقة بمؤسس الجماعة الإمام الشهيد حسن البنا وكانت بينه وبين العلامة المجاهد الشيخ محمد الحامد أخوة خاصة، وهو خاتمة شيوخ فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه اللهقدم إلى قطر عام جاء القرضاوي، ليعمل في التوجيه والتأليف والإشراف على مناهج العلوم الشرعية، وانتهى عمله الوظيفي منتصف سبعينياته رئيسًا لتوجيه العلوم الشرعية، ولقي من تقدير الدولة وشيوخها ووجهائها كل التقدير والإكرام، 


وكان – رحمه الله - جسيمًا طويلاً عريضًا، آتاه الله بسطة في الحسم والعلم والهمة والعزمة، وكان – مع ذلك - رقيقًا بكاءً، يحرص أن يخفي دموعه، التي كثيرًأ ما كانت تخذله وتشي به؛ فهو صلب في الحق جريء عنيف، وفي حياته رقيق بشوش ودود عفيف، 
وقد صلى عليه يوم الخميس بعد صلاة العصر 14 جمادى الآخرة1432 بمقبرة مسيمير ( أبو هامور)، وألقى فضيلة الشيخ يوسف الذي أم َّ المصلين عليه كلمة  في رثائه عدد بعض مزايا الفقيد وتكلم عن أول تعرفه عليه ، ولقائه به في السجن ، وقدومه معه إلى قطر ، ووعد بإقامة تابين كبير بعدخطبة الجمعة في جامع عمر بن الخطاب ، وقد شارك في تشييع الفقيد عدد كبير من محبيه واصحابه وتلامذته يتقدمهم العلامة القرضاوي ، وقد أقيم حفل التابين في جامع عمر بن الخطاب ، وقد غاب فضيلة القرضاوي عن خطبة الجمعة لمرض ألم به ووعكة صحية عارضة ، وقام الأستاذ عصام تليمة بتقديم الحفل ، الذي تكلم فيه الأستاذ عبد السلام البسيوني عن الفقيد وعدد بعض مزاياه ، ثم تكلم الشيخ مصطفى الصيرفي كلمة عن الفقيد وما كان يتمتع به من حرقة على أوضاع المسلمين واهتمام بالدعوة وزهد وكرم وذاكرة واعية ، ثم تكلم الأستاذ الإعلامي حازم غراب عن الفقيد وتقصير الإعلعلميين في نشر تاريخ هذا العالم وجهاده الحافل ن وألقى الشيخ خالد هنداوي قصيدة في رثاء الفقيد  
رحمه الله وأجزل له الأجر والثواب
كما رثاه الأخ الكريم الدكتور بشر بن موفق لطفي في قصد يتين يمكن مطالعتهما على الرابط التالي :
  

وقد كتب القرضاوي عنه في مذكراته، وممَّا كتبه عن جهاده:" وفي سنة 1946م أرسل العالم الداعية الشيخ عبد المعز عبد الستار، ليطوف بمدن فلسطين مشرقًا ومغربًا، لتنبيه العقول، وإحياء القلوب، وإشعال المشاعر، وتجميع الصفوف، وقد بقي الشيخ عبد المعز - كما سمعت منه - شهرين كاملين في فلسطين، ولكنه عاد من هناك يحمل همًّا كبيرًا، ويشفق على مصير فلسطين؛ فحينما زار المسجد الأقصى لم يجد فيه غير صفين من المصلين أو ثلاثة، فآلمه ذلك أشد الإيلام، ولما قال لبعض المقدسيين ذلك، قال له: صحيح أن الصلاة ثقيلة عليهم، ولكن إذا ناديتهم إلى المعركة لبوا النداء في سرعة البرق. وقال لهم الشيخ: إن أول الجهاد أن نجاهد أنفسنا، وأن ننتصر عليها، والله تعالى يقول: (استعينوا بالصبر والصلاة).

ومما لاحظه الشيخ أن القادة كلهم غائبون، الحاج أمين الحسيني منفي في الخارج، والآخرون متفرقون، كما لاحظ أن اليهود يعملون ليل نهار، وفي غاية من اليقظة والاستعداد، والعرب ليسوا على هذا المستوى، ولهذا حين عاد إلى مصر قال للأستاذ البنا: الحقيقة أن دولة اليهود قائمة بالفعل، ولا ينقصها إلا الإعلان عنها !
رحمه الله وأجزل له المثوبة، وجمعنا به في رضوانه، اللهم آمين
وإن رابطة العلماء السوريين لتعزي الامة المسلمة بهذا الفقيد الجليل ، وتسأل الله أن يجزيه خير الجزاء ، ويعوض المسلمين عن فقده بالعلماء العاملين .