حماس تنفي الإساءة للعلامة القرضاوي

السبيل - تامر الصمادي


نفت حركة المقاومة الإسلامية حماس في حديث لـ"السبيل" السبت، أن يكون رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل قد هاجم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، بناء على موقف الأخير من أحداث العنف الجارية في سوريا.
وقال أسامة حمدان المتحدث باسم الحركة لـ"السبيل"، إن "المواقع الإخبارية العالمية والعربية نقلت وللأسف خبرا مفبركا عن إحدى المواقع الصهيونية، جاء فيه إن مشعل يهاجم الشيخ القرضاوي، ويتهمه بالسعي لإحداث فتنة في سوريا".
وأضاف أن "الخبر المذكور مفترى ومفبرك، وليس من الحكمة أن تنقل أخبار حماس وقادتها عن مواقع مشبوهة".
وأكد حمدان أن كل ما ورد على لسان مشعل في هذا الخصوص محض افتراء، قائلا: "تمنينا أن لا تتورط أي جهة في نقل الخبر المزعوم، فهناك قيادات للحركة أرقام هواتفها معروفة، وتستطيع أي وسيلة إعلامية التواصل معها؛ للتأكد من صحة ما ينشر".
وأوضح أن "الجانب الإسرائيلي يدرك جيدا مكانة الشيخ القرضاوي لدى حركة حماس وأبناء الشعب الفلسطيني، وهو يحاول من خلال اخباره المكذوبة الإساءة للحركة والشيخ، ولا ننسى أن هناك من يحاول الاصطياد بالماء العكر".
وكانت العديد من المواقع الإخبارية قد سارعت السبت، إلى نشر تصريحات "مزعومة" لخالد مشعل، جاء فيها إن "حكام السنة في العالم العربي باعوا قضيتنا وأبرز شيوخ السنة تخلوا عن أهلنا ولم تجد حركة حماس سوى الرئيس بشار الاسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا الحكام العرب السنة احتضنتنا سوريا وبشارها، وحين أقفلت ابواب المدن في وجهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا".
وتضمت الخبر الذي نفته الحركة، اتهامات صريحة للشيخ القرضاوي، مثل إن "الشيخ يتحدث عن الاحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الاحداث التي جرت في مصر، فهناك دعا إلى الوحدة بين الاقباط والمسلمين، وفي سوريا دعا إلى القتال بين السنة والمسلمين العلويين...".
وفي السياق، أصدرت حركة حماس بيانا حول الأحداث الراهنة في سوريا، أكدت فيه أن "ما يجري شأن داخلي يخص الإخوة في سوريا، إلا أننا في حركة حماس وانطلاقا من مبادئنا التي تحترم إرادة الشعوب العربية والإسلامية وتطلعاتها، فإننا نأمل بتجاوز الظرف الراهن بما يحقق تطلعات وأماني الشعب السوري، وبما يحفظ استقرار سوريا وتماسكها الداخلي، ويعزز دورها في صف المواجهة والممانعة".
وقالت الحركة في بيانها -الذي حصلت "السبيل" على نسخة منه- إن "سوريا قيادة وشعبا وقفت مع مقاومة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، واحتضنت قوى المقاومة الفلسطينية، وخاصة حماس، وساندتها في أحلك الظروف وأصعبها".
وأضاف البيان: "لقد واجهت سوريا الرهانات والتحديات والمخاطر الكبيرة، وصمدت أمام كل الضغوط من أجل التمسك بدعم نهج الممانعة والمقاومة في المنطقة، وإسناد فلسطين وشعبها ومقاومته بشكل خاص، والوقوف في خندق الأمة ومصالحها".
يشار إلى أنه وعلى مدى الاسبوعين الماضيين خرج الاف السوريين إلى الشوارع؛ للمطالبة بإطلاق الحريات العامة وسراح السجناء، مما شكل اكبر تحد لحكم حزب البعث الذي بدأ قبل نحو 50 عاما.