رحيل علم كبير من أعلام الأدب والتاريخ العلامة الدكتور محمد رجب البيومي

في زحمة الأحداث الكبار  التي تجري على  أرض الكنانة - حفظها الله ورعاها وجنبها كل سوء وأزال عنها كل شر وظلم وبلاء وأكرم أهلها بالعدل والفضل والكرامة - توفي الأديب الكبير والعالم الجليل  أحد أعلام العربية المعاصرين الأستاذ الدكتورمحمد رجب البيومي يوم السبت الثاني من ربيع الأول 1432 الموافق الخامس من شهر فبراير 2011 عن ثمانية وثمانين عاما أمضاها في العلم والتأليف والتاريخ والشعر والدعوة إلى الخير  .ورابطة العلماء السوريين تعزي الأمة الإسلامية بفقد هذا العالم الجليل والأديب الكبير وتسأل الله  تعالى أن يرحمه و يعفو عنه، وإنا لله و إنا إليه راجعون.
وقد ترجم الشيخ - صبَّ الله على ضريحه شآبيب الرحمة والغفران - لنفسه في الجزء السادس من كتابه الفذ : ((النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين)).


وهذه مقتطفات من سيرته العطرة الطويلة :
الأستاذ الشيخ الدكتور محمد رجب البيومي، عميد كلية اللغة العربية بالمنصورة سابقاً، والأستاذ المتفرغ بقسم الأدب والنقد بجامعة الأزهر. ولد عام 1923 في الكفر الجديد التابعة لمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية بمصر. نال عالمية الأزهر 1949، ودبلوم معهد التربية 1950، والماجستير 1965، والدكتوراه في الأدب والنقد 1967.


كتب في مجلة الرسالة الشهيرة منذ عام 1948 ،وكان صديقا شخصيا لأحمد حسن الزيات والإمام عبد الحليم محمود والشيخ محمود شلتوت وهو تلميذ محمد فريد وجدي ومحب الدين الخطيب وأحمد أ مين.


وقد عمل مدرسا بالإسكندريه عام 1948 ثم بالفيوم وقد لفت انتباه وزير التعليم آنذاك ثم عملا أستاذا بجامعه الأزهر وأعير إلى السعوديه وكوَّن صداقة قوية بصاحب مجله المنهل وبعدد من العلماء في جامعة الإمام محمد بن سعود ،أخص منهم بالذكر فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبوغدة، والدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا والكتور محمد علي الهاشمي والدكتور عبد القدوس أبوصالح  وأثناء الإعاره فقد زوجته وألف (ديوان حصاد الدمع)الذي خصَّصه كاملا في رثاء زوجه وأم عياله وذكر فضائلها ومآثرها وأثرها الكبير على حياته،مما يدل على عظم وفائه.


ومن هذا الديوان قوله :


فقدتُ التي كانت تزود ســـريرتي * فما دونها سترٌ على النفس يُسدل
ترى غصصاً في غور نفسي دفينة*فتعلمها علم اليقـــــين وأجهــــــل
فتغـــــــــدو نطاســـــياً يعالج مدنفا*ليبرئه من دائه وهـــــو معضــــل
أجل، هي كانت في البــلايا طبيبتي * فيا لجراحٍ بعــــدها ليس تدمــــــل
فكانت نعيـــــم الله يبهـــــج منزلي * وها هو ذا عـن وجهـــــتي يتحوَّل
تعمر صباها الغضّ في موحش الثرى* لقد كــــدت أهـوى للثرى فـأقـبل
هياماً به إذ صار منزل حســـــنها * فـما شاقني من بعدها اليوم منزلي
إذا صاحت الأطفــال (ماما) فإنني *بوازوجـــتا، ما بين نفســي أولول

وبعد العودة من عمله بالسعودية عيَّن عميدا لكليه اللغه العربيه بالمنصورة لمدة عشر سنوات.
وله سبع بنات وولد واحد هو حسام الذي يعمل طبيبا للأطفال. هذا وهو يكتب منذ الخمسينات بمجلة الأزهروالهلال والرسالة والثقافة والأديب اللبنانيه وجريدة صوت الأزهر وعمل قبل ذلك مدرساً بالمدارس الثانوية، ثم انتقل إلى كلية اللغة العربية مدرساً، فأستاذاً مساعداً، فأستاذاً، فرئيساً لقسم الأدب والنقد، فعميداً للكلية، فأستاذاً متفرغاً. ولقد توفي ـ رحمه الله ـ يوم السبت الموافق الخامس من فبراير سنة ألفين وإحدى عشرة من الميلاد ، وتمَّ دفنه عصرا في قريته ( الكفر الجديد)مركز المنزلة محافظة الدقهلية .

من مؤلفاته في الدراسات الأدبية والعلمية :
1. البيان القرآني، أصدره مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.

2. خطوات التفسير البياني، أصدره مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.

3. البيان النبوي، أصدرته دار الوفاء للنشر.
4. أدب السيرة النبوية عند الرواد المعاصرين، أصدرته اللجنة العليا للدفاع عن الإسلام بالأزهر.
5. الأدب الأندلسي بين التأثر والتأثير، أصدره المجلس العلمي لجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
6. النقد الأدبي للشعر الجاهلي، أصدره المجلس العلمي لجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
7. أحمد حسن الزيات بين البلاغة والنقد، أصدرته دار الأصالة، بالرياض.
8. دراسات أدبية، أصدرته دار السعادة، بمصر.
9. نظرات أدبية (4 أجزاء)، أصدرته دار زهران، بمصر.
10. حديث القلم، أصدره النادي الأدبي، بجدة.
11. قطرات المداد، أصدره النادي الأدبي، بجدة.
12. التفسير القرآني، أصدرته المؤسسة العربية الحديثة.

ومن دواوينه الشعرية :
1 ـ من نبع القرآن، 1983دار الأصالة، بالرياض
2 ـ حصاد الدمع، 1983دار الأصالة، بالرياض
3 ـ صدى الأيام، 1984مطبعة السعادة بمصر
4 ـ حنين الليالي، 1986، مطبعة السعادة بمصر
وله مسرحيات شعرية أشهرها :
ملك غسان 1984، مكتب الجامعات للنشر
انتصار، فوق الأبوة، مطبعة السعادة، 1985.

من أعماله الإبداعية أيضا :
• فاتنة الخورنق، قصة أدبية، دار الأصالة، بالرياض، 1984.
• في قصور الأمويين، مشاهدة تاريخية، مطبعة السعادة.
من كتبه التاريخية :
1. الأزهر بين السياسة وحرية الفكر، دار الهلال.
2. مواقف خالدة لعلماء الإسلام، دار الهلال.
3. النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين (6 أجزاء)، دار القلم في دمشق، والدار الشامية في بيروت.
4. ابن حنبل، عن مجمع البحوث بالأزهر.
5. مع الأبطال، دار القلم، بيروت.
6. صفحات هادفة من التاريخ الإسلامي، المؤسسة العربية الحديثة.
7. من القصص الإسلامي (جزءان)، المؤسسة العربية الحديثة.

من مؤلفاته الإسلامية :
1. في ميزان الإسلام (جزءان).
2. من منطلق إسلامي (جزءان).
3. مجالس العلم في حرم المسجد.
4. المثل الإسلامية.
5. في ظلال السيرة.
6. من شرفات التاريخ.
7. قضايا إسلامية (جزءان)،من منشورات دار الوفاء بالمنصورة في مصر.

وله مجموعة قصص الأطفال، في أجزاء متوالية أصدرتها دار الأصالة، ودار القاسم بالرياض عام 1985:
1. المغامر الشجاع
2. المهمة العالية
3. مؤامرة فاشلة
4. الفارس الوفي
5. يوم المجد
6. دجال القرية
7. الحبل الأسود
8. الفتاة المثالية
9. إلى الأندلس
10. رحلة الخير
11. الله معي
12. بطل شيبان
13. إلى الإسلام
14. لست وحدي
15. حكمة الله
16. الأصل الطيب

وقد حصل على مجموعة من الجوائز عن أعماله العلمية والأدبية، منها على سبيل المثال :
1. جائزة شوقي بالمجلس الأعلى للفنون والآداب بمصر، سنة 1961م، عن المسرحية الشعرية (انتصار).
2. جائزة مجمع اللغة العربية الأولى، عن المسرحية الشعرية (فوق الأبوة) سنة 1962م.
3. جائزة مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1963م، عن ديوانه الشعري (صدى الأيام).
4. جائزة مجمع اللغة العربية بالقاهرة الأولى سنة 1964م، في الدراسات الأدبية عن كتاب (الأدب الأندلسي بين التأثر والتأثير).
5. جائزة مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1965م، في التراجم الأدبية عن حياة (محمد توفيق البكري).
6. جائزة مجمع اللغة العربية سنة 1972م، عن المسرحية الشعرية (بأي ذنب).
7. جائزة وزارة التربية والتعليم سنة 1958م، عن المسرحية الشعرية (ملك غسان).

وهو ممن درّس في مصر والسعودية، ومن قدماء من شارك في إذاعة القرآن الكريم بالسعودية،فله عدد كبير من التلاميذ هنا وهناك،ومن تتلمذوا على مؤلفاته من الأجيال لا يحصون. وكانت تربط المشرف على الموقع الأستاذ مجد مكي بالأديب الكبيرمحمد رجب البيومي صلة مودة ومحبة وتواصل علمي وسننشر على الموقع بعض المراسلات العلمية المتداولة  بينهما

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته وطيب ثراه وجعل مثواه الجنة فى الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين