رحيل علم كبير من أعلام التفسير العلامة المفسر الدكتور الشيخ فضل حسن عباس رحمه الله تعالى

انتقل  إلى رحمة الله تعالى يوم أمس الأربعاء 6 ربيع الأول 1432عن عمر يناهز الحادية والثمانين
العلامة الجليل المفسر الفقيه اللغوي الدكتور فضل حسن عباس رئيس قسم أصول الدين في الجامعة الاردنية  سابقا الذي كرس حياته وعلمه لخدمة الدين الإسلامي وإنارة دروب أهل العلم وطلبته على منهج الدعوة إلى الله بالرفق واللين وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام من خلال مؤلفاته ودراساته العلمية الرصينة


ولد الدكتور عباس في مدينة صفورية في فلسطين عام 1932 ونشأ على العلم منذ صغره فكان بيت والده موئلا للعلماء وطلبة العلم، وأتم عباس حفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين، ثم انتقل الى عكا ودرس في المدرسة الأحمدية بجوار جامع الجزار وبقي فيها بين عامي 1946/1947، ثم ذهب الى مصر ودخل المرحلة الثانوية فيها. وبعد ذلك تابع دراسته الجامعيَّة في كلية أصول الدين في الأزهر الشريف وتخرج فيها عام 1952 وكان عمره آنذاك (20)عاماً وهو أصغر طالب يتخرج فيها
وتأثر بخاله العلامة الجليل يوسف عبد الرزاق وترجم له  ونشرنا ترجمته لخاله في قسم التراجم في موقعنا
http://www.islamsyria.com/cvs.php?action=details&CVID=18
 .
نال درجة الدكتوراه من الأزهر عام 1972، وكانت رسالته بعنوان "اتجاهات التفسير في مصر و الشام.
بدأ الفقيد الراحل عمله في الجامعة الأردنية عام 1966 ليعمل مدرساً في علوم التفسير والحديث و التوحيد واللغة العربية وتلاوة القرآن الكريم , ثم انتقل بعد ذلك للعمل في الإمارات العربية المتحدة بين عامي 1975-1978 ليعود بعد ذلك مدرساً في كلية الشريعة في الجامعة حيث شغل منصب رئيس قسم أصول الدين لفترة طويلة .
وسيشيع جثمان الطاهر اليوم بعد صلاة ظهر الخميس ويصلى عليه في مسجد الزميلي بالشميساني، ويدفن في مقبرة سحاب الإسلامية.
 وكان الشيخ – رحمه الله - أحد أبرز العلماء في الأردن وأحد العلماء المعدودين في علوم التفسير وعلوم اللغة والبلاغة في العالم الإسلامي، عرفه الناس من خلال كتبه ودروسه ومحاضراته في حلقات العلم وفي المساجد وفي المنتديات العلمية، وعرفه طلاب العلم في رحاب المعاهد العلمية والجامعات، برز الدكتور فضل عباس كأحد أهم علماء التفسير والتلاوة وكان ذلك في السبعينات حين سجلت له الإذاعة الأردنية 400 حلقة إذاعية في تلاوة القرآن الكريم وتفسيره، كانت باكورة مسيرته العلمية التي أثمرت فيما بعد نتاجاً كبيراً متميزًا من المؤلفات والنظرات الجديدة في تفسير القرآن الكريم. وسينشر الموقع ترجمة واسعة له ، وكان المشرف على الموقع الشيخ مجد مكي تربطه بالعلامة الجليل الشيخ فضل  صلة خاصة وزيارات متعددة واتصالات مستمرة ومحبة وثيقة .
وقد حضر معه  مؤخراً في شهر ذي القعدة 1431 جائزة العلامة قاسم الناناتوي في إستانبول والتي كُرّم فيها الشيخ محمود أفندي النقشبندي . والذي حضره أكبر علماء العالم الإسلامي ودعاته ، واجتمع به لفيف من العلماء والطلاب واستفادوا من حضوره ومشاركته رحمه الله تعالى . 
ورابطة العلماء السوريين تعزي العالم الإسلامي بوفاة هذا العالم الجليل والمفسر الكبير
وتسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ووابل مغفرته ويجبر كسر المسلمين بفقده . وإنا لله وإنا إليه راجعون