وفاة العلامة الشيخ نوح سلمان القضاة

انتقل إلى رحمة الله عزوجل فجر اليوم الأحد 13 محرم 1432 الموافق 19 كانون الأول 2010مفتي عام المملكة الأردنية  الأسبق سماحة الشيخ  الدكتور نوح سلمان القضاة  عن عمر يناهز الحادية والسبعين عاما .


ولد  الشيخ رحمه الله في بلدة عين جنة في محافظة عجـلون، في الأردن عام 1358هـ 1939م، ونشأ  في أسرة علمية معروفة بالعلم والفضل .كان والده الشيخ علي سلمان رحمه الله تعالى، فقيهاً شافعياً، أجازه في علومه ومعارفه، كبار علماء الشام في طليعتهم الشيخ علي الدقر. وقد لقن أبناءه الأربعة ما شاء الله أن يلقنهم من العلوم الشرعية والعربية قبل أن يبعث بهم إلى الشام لتلقِي العلوم الشرعية على أيدي علمائها الأفاضل.


درس الشيخ نوح رحمه الله، المرحلة الابتدائية، في الأردن، ثم سافر إلى دمشق في عام 1373هـ 1954م وقضى هناك سبع سنوات في معهد العلوم الشرعية، التابع للجمعية الغراء التي أسسها شيخ والده، الشيخ علي الدقر رحمه الله، حيث أكمل فيها الدراسة الإسلامية من المرحلة الإعدادية حتى نهاية المرحلة الثانوية. وتخرج فيها عام 1961م، بعد إتمام دراسته الثانوية في المدرسة الغراء التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق ومكث فيها أربع سنوات. (1961- 1965م) وحصل فيها على الشهادة الجامعية في الشريعة. وكان من أقرانه في الدراسة الشيخ محمد عوامة وكانا المعتمَين الوحيدين بين الطلبة .


وفي عام 1397هـ 1977، سافر إلى القاهرة للحصول على درجة الماجستير في الفقه المقارن، حيث درس أصول الفقه على يد العلامة الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الخالق، والفقه المقارن على يد الشيخ حسن الشاذلي، واستمع إلى محاضرات في التصوف لشيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله.


وحصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر، وقدم رسالة في جامعة الأزهر بعنوان: "قضاء العبادات والنيابة فيها"، بإشراف الدكتور الشيخ محمد الأنبابي  وكانت عام 1400هـ 1980م، كما حصل على درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، في عام 1406هـ /1986م، وقدم رسالته بعنوان: "إبراء الذمة من حقوق العباد"، وكان المشرف على رسالته الشيخ صالح العلي الناصر رحمه الله، ثم الشيخ الدكتور صالح الأطرم.


 عمل في سلك القوات المسلحة برتبة ملازم أول، (مرشد ديني) .وعمل بجانب الشيخ عبد الله العزب الذي خلفه في منصب الإفتاء في عام 1392هـ 1972م. وبقي في منصبه متدرجاً في الرتب العسكرية، حتى عام 1992م، حيث أنهى خدماته برتبة لواء، وفي عام1992م، عيّن قاضياً للقضاة في الأردن، ثم استقال بعد عام واحد، فتفرغ للتدريس في حلقات علمية في مسجده، وأستاذاً جامعياً في الشريعة الإسلامية، في جامعتي: اليرموك وجرش.


في عام 1416هـ 1996م عيّن سفيراً للمملكة الأردنية الهاشمية لدى إيران حتى عام 1421هـ/ 2001م، وفي عام 1424هـ/2004م عمل مديراً لإدارة الفتوى في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومستشاراً لوزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية، ومستشاراً لوزير التعليم العالي حتى عام 1428هـ/2007م، وفي عام 1428هـ/ 2007م عيِن مفتياً عاماً للملكة الأردنية الهاشمية.


ومن أهم مؤلفاته رحمه الله ما يلي:
قضاء العبادات والنيابة فيها (رسالة الماجستير)
إبراء الذمة من حقوق العباد (رسالة الدكتوراه)
محاضرات في الثقافة الإسلامية (الكلية العسكرية).
المختصر المفيد في شرح جوهرة التوحيد.
شرح المنهاج في الفقه الشافعي. (قسم العبادات)
كيف تخاطب الناس.

لم تغب شمسنا بعد.


وفاته : توفي  الشيخ نوح رحمه الله تعالى فجر الأحد 12 محرم 1432. وشيِع جثمانه  بعد صلاة العصر من مدينة الحسين الطبية إلى مقبرة رأس منيف في محافظة عجلون .


ورابطة العلماء السوريين تعزي آل الفقيد وتلامذته ومحبيه والشعب الأردني الشقيق وعلماء العالم الإسلامي بوفاة ذلك العالم الفاضل البنّاء الذي كان يعمل بصمت ودأب بعيدا عن الجلبة والأضواء
وتسأل الله عزوجل أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جنته
وإنا لله وإنا إليه راجعون