رحيل العلامة الدكتور عبد العزيز إسماعيل

توفي يوم السبت 12 ذو الحجة 1431في مدينة الرياض العلامة الدكتور عبد العزيز إسماعيل الذي كان من كبار المتخصصين  في علم القراءات و اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم. وكان  مثالا للتواضع والأدب والزهد والكرم وحب الخير لكل من حوله. وقد تشرفت بزيارته ببيته في الرياض منذ عدة أعوام  . ورأيت من تواضعه وزهده وكرمه ما يدفع للإعجاب والتقدير .


عمل الدكتور عبد العزيز أحمد إسماعيل أستاذا للفقه والتفسير والقراءات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ثم خبيرا بمركز البحوث التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية . وكان الشيخ قد تخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف وكان أول الدفعة ، ثم حصل علي الماجستير والدكتوراه في إعراب القرآن الكريم ، ثم عمل لفترة وجيزة في ليبيا قبل أن يلتحق بهيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بكلية أصول الدين وكان أول من قام بإنشاء قسم للقراءات بالجامعة بعد أن ساهم في نشر القراءات في المملكة العربيةالسعودية من خلال استقطاب علماء القراءات في العالم وعلي رأسهم العلامة الكبير الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات الذي كان  يحمل أعلي سند في القراءات على ظهر الأرض في زمنه، وكان د. عبد العزيز من أنجب تلاميذه، وكانت تربطه به علاقة ملؤها الوفاء والحب والاحترام.


ترك الشيخ تراثا كبيرا من عشرات المؤلفات في التفسير والفقه والقراءات وأشرف علي عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه في مصر والسعودية وفي العديد من دول العالم، وختم حياته بدرة إنتاجه العلمي (التفسير الميسر). وكان الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السابق بالسعودية (والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي حاليا) قد تبنى فكرة هذا التفسير وكلف به لجنة علمية مرموقة من علماء التفسير من مصر وسورية والأردن والسعودية  ، وكان يتابع عملها بشكل لصيق برغم مسئولياته الوزارية ، ومشاغله المتعددة. إلا أنه لأسباب إدارية مختلفة تقرر في العام الثاني للمشروع إسناده للدكتور عبد العزيز إسماعيل . وقد بذل جهدا كبيرا ليخرج التفسير بهذه الصورة السهلة الميسرة، على ملاحظات فيه وهنات لا يخلو منها عمل بشري . كما أن الشيخ - رحمه الله - هو الذي أشرف على إخراج عدد من كتب التفسير التي أصدرها الشيخ التركي ومن أبرزها : تفسير القرطبي .


كان الشيخ علامة في القراءات، ومع ذلك كان يعامل من يقرأ عليه برفق ومودة وتبسط. وكان من خلقه الكريم، إذا قرأ عليه طالب ضعيف القراءة، فإنه يثني عليه ثناء حارا ويشجعه ويرغبه في المواصلة والاستمرار. وقد سألته مرة عن ذلك فقال (يكفيه شرف التعلم والصبر على ذلك، والقراءات بحر عميق وليس كل أحد سيجيد خوض غماره).  وكان يتمتع بقوة تركيز شديدة في متابعة من يقرأ عليه. وكان للشيخ برنامج إذاعي جميل بعنوان (القراءات العشر) وكان أداؤه في قراءة الأمثلة في الكلمات والآيات أثناء البرنامج أداء رائعا وشجيا، فطلبت منه الإذاعة تسجيل القرآن كاملا، فقام رحمه الله بتسجيل مصحف كامل برواية قنبل عن ابن كثير ثم مصحف كامل برواية قالون عن نافع.  


 كان بيت الشيخ غاية في البساطة، وكان شديد الكرم لكل من دخل بيته في أي ساعة من ليل أو نهار. وكان رحمه الله كثير الصدقات.


وكان له تلاميذ وأصحاب من المحبين، وكان لا يعاملهم معاملة الأستاذ لتلامذته، بل معاملة الأب لأولاده أو الأخ لإخوته .
رحمه الله تعالى وأجزل له الأجر والثواب :
وكتبه : مجد مكي
مستفيدا مما كتبه تلميذه محمد هشام راغب في موقع (الوسط )