جائزة الإمام محمد قاسم النانوتي الإسلامية العالمية

 

بسم الله الرحمن الرحيم
جائزة الإمام محمد قاسم النانوتوي الإسلامية العالمية
إسطنبول: 16 ذي القعدة 1431 الموافق له: 24 أكتوبر 2010
حفل تكريم الشيخ محمود أفندي النقشبندي التركي
   يعتبر الإمام المجاهد محمد قاسم النانوتوي (1248-1297هـ/ 1833-1880م) رائد النهضة الإسلامية ومؤسِّس حركة المدارس الإسلامية في شبه القارة الهندية، وفي مقدمتها الجامعة الإسلامية دار العلوم/ ديوبند التي أسَّسها مع ثلة من رفاقه وإخوانه بهدف الحفاظ على الوجود الإسلامي في الهند إبَّان الاستعمار البريطاني.
   وتخليدا لذكراه قرَّرت إدارة المعهد العالي الإسلامي بحيدر آباد بعث جائزة إسلامية عالمية باسمه، فوقع الاختيار على فضيلة الشيخ المربي محمود أفندي النقشبندي المجدِّدي الخالدي لتكريمه لهذا العام 1431/2010، وقد كنت ممن وجهت إليه الدعوة لحضور هذه المناسبة المهمة ضمن مجموعة من الدعاة من مختلف البلدان الأوروبية، وكانت فرصة طيبة للقاء والتعارف وتوثيق الصلات بين العلماء والدعاة المسلمين من حوالي أربعين دولة من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا.
وتوزع برنامج الجائزة على ثلاثة أيام:
ـ الجمعة: زيارة جماعية لمسجد سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه لأداء صلاة الجمعة .
ـ السبت: محاضرات علمية في الفترة الصباحية: الطبيب الدكتور يحيى عبد الرحيم الترمانيني (أمريكا)، العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي (كلمة مصورة )، الأستاذ الدكتور محمد فاروق حمادة الحمصي (المغرب)، وأما الفترة المسائية فتمثلت في زيارة جماعية إلى مسجد السلطان أحمد، ومعلم أيا صوفيا، ومتحف توب كابي، وقد كانت الزيارة في حشد عظيم من العلماء والدعاة بلغ المئات، وجاب الحشد بعض شوارع إسطنبول التاريخية بين المعالم المذكورة في موكب جليل مهيب وسط إعجاب الناس وذهولهم وتوقف معظم المارة، وبخاصة السياح الأجانب واستخرج الجميع آلات التصوير أو الهواتف الحديثة التي لديهم لالتقاط الصور ومشاهد الفيديو، ورأيت بنفسي بعض النساء والفتيات التركيات يبكين فرحا واستبشارا بما رأين، وأقبل بعض الشباب والشيوخ الأتراك لتقبيل أيدي الشيوخ الأجلاء رغم محاولات رجال الأمن منعهم. وأنا شخصيا شعرت بهيبة الموقف ولم أشهد في حياتي كلها مثل هذا الجمع الكبير من علماء المسلمين من مختلف الأقطار وعلى مختلف المشارب ومن مختلف الفئات العمرية في مكان واحد وفي الزمن نفسه. فسبحان من وحّد قلوب هؤلاء على هدي نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أن يجمع بين أجسادهم.
ـ الأحد: الفترة الصباحية: بعض الكلمات للمشايخ أبرزها كلمة المحدث المحقق الشيخ محمد عوامة حفظه الله حول الحديث النبوي وسبل الحفاظ عليه من عجز الدخلاء وكيد الأعداء والتي تستحق النشر كما ألقاها، وكلمة الفقيه الشيخ عبد الله بن بيه حول تأصيل علم التصوف (ألقاها عنه الشيخ الدكتور أحمد جاء بالله/ فرنسا) , وكلمة الشيخ عبد الإله العرفج من الأحساء في السعودية حول وحدة الأمة فقهيا والرد على دعاة اللامذهبية .
ـ الأحد: الفترة المسائية: وقد كان من أبرز مفاجآتها حضور المفسرالشيخ محمد علي الصابوني حفظه الله
   افتتح الحفل بتلاوة من القارئ الشيخ ياسر بن عبد الباسط عبد الصمد، ثم تليت ترجمة الإمام النانوتوي، قدمها الشيخ خالد سيف الله الرحماني رئيس الجائزة، ثم ترجمة الشيخ محمود النقشبندي قدمها تلميذه الشيخ أحمد جُبَّه لي، ثم كلمة علماء الهند قدمها الشيخ أرشد مدني رئيس جبهة علماء الهند، ثم كلمة العلماء قدمها سماحة الشيخ الدكتور أسامة الرفاعي مفتي منطقة عكار في شمال لبنان، وقد كانت خطبة بليغة فصيحة ولكنها لم تخل من بعض المبالغات التي أثارت احتجاج بعض العلماء، والدكتور أسامة درَّسني في كلية الشريعة في بيروت وهو شيخي وأستاذي وله عليَّ فضل لا أنساه ما حييت، لكني نقلت ما حصل ،وأسأل الله تعالى المغفرة والسداد لنا وله ولجميع المسلمين. آمين.
   ثم كلمة أمين عام الجائزة الشيخ محيي الدين محمد عوامة الذي نوَّه الجميع بجهده الطيب هو والإخوة المنظمين معه في حسن الإعداد والتنظيم والترتيب وهذا ما أشهد به أنا أيضا، فجزاه الله خيرا على ما قدَّم ، وبارك الله فيه ونفع به .
   وفي الختام قام الشيخ سالم القاسمي حفيد الإمام النانوتوي بتسليم الجائزة للشيخ محمود النقشبندي في صورة مهيبة تأخذ بمجامع القلوب، واختتم الحفل بدعاء من فضيلة الشيخ سعيد الأعظمي الندوي .
تنبيه واعتذار:
   لقد شرعت في إعداد هذا التقرير لنفسي ولإرساله لبعض إخواني، ولكن حين علم بذلك أستاذنا الكريم الشيخ مجد مكي أمرني أن أعده لينشره في موقع الرابطة إن رأى فيه ما يستحق النشر، ولم أجد بداً من الامتثال، وأنا أرى نفسي في غاية التقصير عن مثل هذا المقال، خاصة وأني لست صحفياً. فإن أحسنت في ما قدمت فبتوفيق من الله الكريم المتعال، وإن قصرت فمن نفسي وعجزي
   وقد انتقيت بعض الصور وحاولت جهدي تذكر كل أصحابها، ولكني نسيت بعض الأسماء، فأنا أعتذر من ذلك، وكان في نيتي أن أكتب بعض الخواطر حول هذا اللقاء وثمراته، وأن أخص بعض من لفت نظري وشد اهتمامي من الضيوف، ولم يسعفني ضيق الوقت وكثرة التكاليف، وأرجو أن ييسر الله ذلك في قادمات الأيام، والحمد لله في البدء والختام
وكل جائزة وأنتم بألف خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتبه أخوكم في الله: أبو عبد الله علي بن مسعود التونسي
سويسرا في: 3 نوفمبر 2010 الموافق له: 26 ذو القعدة 1431